قال محمد بن عيسى، وزير الخارجية الأسبق إن النموذج التنموي الجديد، الذي ستعكف لجنة استشارية بالعمل على وضع أسسه قبل المصادقة عليها، يعتبر خطوة مدروسة ومخطط لها نحو تقدم المغرب. جاء ذلك في تصريح خاص أدلى به رئيس الدبلوماسية المغربية الاسبق لموقع القناة الثانية على هامش مشاركته في لجنة مناقشة حول "أزمة الديمقراطية"، ضمن أشغال مؤتمر حوارات أطلسية، الذي نظمه مركز الدراسات للجنوب الجديد بمراكش. محمد بنعيسىى، الذي شغل منصب وزيرة الخارجية في حكومة التناوب التوافقي تحت رئاسة الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي من أبريل 1999 إلى أكتوبر 2007، اعتبر أن أزمة الديموقراطية تتمثل في "الحكامة." وقال إن "العالم يتغير والشعوب تتطور، وهو ما يتطلب تغييرا في منهجية الحكم أيضا. الأساس في أي ديموقراطية يمكن في التعليم، لأن هو ما سينتج التعايش اللازم في إطار من التعددية." وأضاف أن "أنماط الديموقراطيات التي تسود في دول الجنوب هي مستنسخة من الدول الأوروبية، وكل بلد طبقتها بطريقة نجحت فيها إلى حد ما، بينما وظفتها بلدان أخرى في الظاهر فقط، في حين ساد النظام القمعي في الداخل." "أنا أعتقد أن أهم شيء في نماذج الحكم تكمن في أهمية الإستماع لصوت الشعب، وتطبيق مطالبهم حسب الإمكانيات، وذلك بهدف خلق نوع من الأمل. فعلى سبيل المثال، لا توجد اي حكومة يمكنها أن تقوم بإصلاح التعليم، لأن ذلك يتطلب 20 سنة على الأقل. لكن يجب على نظام الحكم أن يضمن استمرار الإصلاحات رغم تعاقب الحكومات،'' يضيف بنعيسى. وشدد بنعيسى على أن "الديموقراطية هي التعايش تحت نفاذ القانون، وهو شيء لا يمكن أن يتوفر إلا في الدول، حيث يكون الحكم شرعي. والدليل على ذلك أنه في الربيع العربي، هبت الثورات ضد الأنظمة التي كان الحكم قائما فيها على نظام الحزب الوحيد المسيطر على الحكم، في حين أن حركة 20 بالمغرب لم تنتقد النظام، بل انتقدت سياسة الحكومة، ورفعت صور بعض السياسيين وطالبت برحيلهم." "هذه المطالب تفاعل معها جلالة الملك بشكل عفوي وبشجاعة كبيرة ورؤية متبصرة، من خلال خطاب 9 مارس 2011، الذي أعلن فيه عن إصلاحات كبيرة، أهمها الإعلان عن دستور جديد للمملكة، لتهدأ بعد ذلك الأمور، دون أي أحداث عنف في الشوارع، كما حدث في بعض الدول الأخرى،" يضيف الوزير الأسبق. وأردف نفس المتحدث، قائلا إن "مسلسل الإصلاحات، استمر مع جلالة الملك، بعد ذلك، إذ أعلن في خطاب العرش الأخير على استعداد المغرب للدخول إلى مرحلة جديدة، بنموذج تنموي جديد، تشتغل عليها لجنة استشارية، تم تنصيبها مؤخرا." "إن جلالة الملك وبهذه الخطوة، يبرهن أن رؤيته واضحة وتكمن في الدفع بالمغرب نحو التقدم ومواجهة التحديات بشكل استراتيجي ومدروس ومخطط له، دون أي نوع من الإرتجال. لكنها تبقى خطوة مهمة وتحدي كبير بالنسبة للحكومة وللجنة لتفعيل الرؤية الملكية،" وفق محمد بنعيسى.