حاملا هم النبش في الذاكرة المغربية اليهودية والإجابة عن أسئلة الهوية المشتركة، يعود كمال هشكار بفيلم وثائقي جديد عن اليهود المغاربة، ففي "في عينيك أرى وطني"، يتتبع المخرج المغربي، الفنانة "نيتا القايم"، ذات الأصول المغربية وزوجها الموسيقي "أميت حاي كوهين"، الذي تعود أصوله إلى قرية "تيزكي" نواحي ورزازات. الفيلم الجديد الذي قدمه كمال هشكار لجمهور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في عرضه الأول مساء أمس الأربعاء ضمن فقرة "بانوراما مغربية" والذي ساهمت القناة الثانية في انتاجه، تابع رحلة الفنانين اليهوديين الموسيقية إلى المغرب، سعيا منهما لاكتشاف هويتهما أمام الأسئلة الملحة التي تواجههما حول أصولهم الأمازيغية وتاريخ أجدادهم الذين عاشوا في الجنوب الشرقي للمغرب، قبل الرحيل الجماعي خلال خمسينات وستينات القرن الماضي. في هذا العمل الوثائقي شكل هشكار لقطاته ومشاهدة من خلال النغمات والألحان، حيث كانت الموسيقى في عدة مشاهد أقوى من الكلمة، وكانت اللغة البارزة التي تجاوزت الحدود بين الفضاءات والأمكنة؛ من القدس مرورا بالبيضاء وطنجة والصويرة، وصولا إلى الجنوب الشرقي، حيث البساطة والطبيعة ساحرتين، والهوية عميقة وسحيقة. اقرأ أيضا: المخرج كمال هشكار يتحدث ل 2m.ma عن فيلمه الوثائقي الجديد وارتباطه باليهود المغاربة وانتقادات التطبيع "فعيينيك كانشوف بلادي"، بَحث وحفر في أعماق الذاكرة والهوية بمعول الموسيقى، حيث رصد المخرج المغربي الفرنسي توق الفنانين "نيتاع وأميت" للعودة إلى الأصل واستيعاب حظوته، فمن خلال سفرهما في المكان والذات، رحلة للبحث عن إيجابات لأسئلة الحنين المتقدة في صدرهما والمسيطرة على واقعهما اليومي خصوصا وأنهما يشتغلان على المادة الموسيقية التراثية المغربية اليهودية. في الفيلم نلامس مشاعر التشظي الهوياتي لنيتا وأميت، ونظراتهما الحالمة بإعادة إحياء الروابط القديمة مع وطن الأجداد، وتشكيل حاضر يتسم بالتعايش جديد يلغي المسافات والحدود وكل ما يعيق الاندماج، بين مغاربة المغرب والمشرق.