في الوقت الذي أثيرت فيه الشكوك حول مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية إثر صعود حزب فوكس المتطرف في إسبانيا كقوة سياسية ثالثة، أعطت إسبانيا، يوم الأربعاء الماضي، إشارات إيجابية على نية البلد في الإستمرار في العلاقات الثنائية الممتازة بين الرباطومدريد. جاء ذلك في أعقاب زيارة العمل الرسمية التي قام بها وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة إلى إسبانيا، حيث أجرى مباحثات مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ووزير الخارجية الإسباني جوزيت بوريل. وتم استقبال بوريطة من طرف رئيس الحكومة الإسباني ، بيدرو سانشيز، في قصر مونكلوا بمدريد، إذ همت المحادثات أساسا التعاون للحد من الهجرة غير الشرعية. خلال الاجتماع، استعرض سانشيز وبوريطة أيضا القضايا الرئيسية للعلاقات مع المغرب والاتفاقيات التجارية الأخيرة بين البلدين. وعبر الطرفان في ختام الإجتماع، عن ارتياحهما لدخول اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري بين الطرفين مؤخرا حيز التنفيذ بعد المصادقة عليهما شهر غشت الماضي . وذكر قصر مونكلوا أن سانشيز وبوريطة قاما بتقييم إيجابي للانخفاض المسجلين في أعداد المهاجرين الوافدين على الجارة الشمالية للمملكة، مؤكدين الحاجة إلى مواصلة العمل للعودة إلى أرقام السنوات السابقة. وفقا للبيانات الصادرة عن المفوضية الأوروبية، سجلت إسبانيا 23.600 من المهاجرين من يناير إلى أكتوبر، أي أقل بنسبة 47% عن نفس الفترة من العام الماضي. ويعزى هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى التعاون مع المغرب، ومن هنا تأتي أهمية المساعدات البالغة 32,3 مليون يورو للسيطرة على الهجرة غير الشرعية، والتي وافق عليها مجلس الوزراء في غشت الماضي لمنحها للمغرب. وأجرى بوريطة في نفس اليوم أجرى ناصر بوريطة مباحثات مع نظيره الإسباني جوزيب بوريل ، حيث أكد الطرفان على “التميز والقوة” في العلاقات بين البلدين، أثناء لقاء جمعهما في مدريد، تناولا فيه مستجدات الوضع في الصحراء الغربية. وحسب ما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، بمناسبة الاجتماع الذي عقد، فإن دليل قوة هذه العلاقة هو “نجاح” زيارة العاهل الإسباني إلى الرباط في فبراير الماضي. البيان الذي اطلع موقع القناة الثانية على فحواه، يشير إلى أن العلاقة بين إسبانيا والمغرب، تصنف بأنها “استراتيجية وعامة”، وذلك يكمن في الاجتماعات رفيعة المستوى التي يرتقب أن تعقد دورتها القادمة في المغرب. وبالنسبة للوزارة الإسبانية، فإنه بالإضافة إلى “الحوار السياسي المكثف”، تشمل العلاقة الثنائية “التعاون المثالي في الأمن والهجرة”، وتعتبر العمل الثقافي والتعليمي عنصرًا آخر مهما للغاية. وبالمثل، يشير البيان إلى أن إسبانيا قد عززت على مدار السنوات الماضية، مكانتها في جارتها بشمال إفريقيا، كأول شريك تجاري. كما سمح اللقاء بين الوزيرين بمعالجة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وهنأ كلاهما الآخر على بدء تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالزراعة ومصائد الأسماك. كما تطرقا إلى تحليل الوضع الإقليمي، بما في ذلك الوضع في الصحراء المغربية. وفي سياق العلاقات المغربية الإسبانية، وقبل شهرين، أثنى الوفد الإسباني المشارك في الاجتماع التاسع عشر للمجموعة الإسبانية المغربية الدائمة حول الهجرة الذي عقد في مدريد، على سلطات الرباط، بشأن تعاونها في خفض عدد المهاجرين الذين دخلوا إسبانيا بشكل غير نظامي هذا العام. ونوهت وزيرة الدولة لشؤون الأمن الإسباني، آنا بوتيلا، “بالتزام”، الرباط بمكافحة الهجرة، مؤكدةً أن أعداد المهاجرين في الأراضي الإسبانية قد انخفضت حتى الآن هذا العام بنسبة 46.9 بالمئة. علاوة على ذلك، سلطت بوتيا الضوء على “جهد السلطات المغربية في منع وقوع خسائر بشرية في البحر المتوسط”.