تمكن المنتخب الوطني من نيل 4 نقاط خلال أول جولتين من تصفيات كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021، وذلك بعد فوزه على منتخب بوروندي بثلاثية نظيفة وسقوطه في فخ التعادل السلبي أمام المنتخب الموريتاني. وأعطت المبارتان المذكورتان فكرة أوضح عن النهج الذي يحاول تطبيقه المدرب البوسني، وحيد خاليلوزيتش، رفقة المنتخب الوطني، كما ظهرت جليا العناصر التي سيعول عليها الناخب الوطني لتشكيل العمود الفقري لتركيبة الأسود.
رومان سايس خليفة للعميد المعتزل بنعطية حاول الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، أن يجعل من حكيم زياش قائدا للمنتخب المغربي انطلاقا من مواجهة موريتانيا، قبل أن يعود ويمنح شارة العمادة لرومان سايس في مباراة بوروندي. ولعب رومان سايس دور القائد على أكمل وجه حيث كان يحفز زملاءه طيلة أطوار المباراة، كما أن المركز الذي يشغله في الدفاع يساعده على تنظيم اللاعبين فوق رقعة الميدان حيث تكون لديه نظرة أوسع على الملعب مقارنة مع المهاجمين.
نهج هجومي يحرر اللاعبين المهاريين لاحظ متتبعو الشأن الكروي المغربي أن الناخب السابق، هيرفي رونار، كان يفضل بشكل كبير الاعتماد على اللاعبين الذين يعتمدون بشكل أكبر على القوة البدنية، إلا أن وحيد خاليلوزيتش جاء بنظرة مغايرة حيث منح فرصة أكبر للاعبين المتفوقين تقنيا، وذلك لرغبته في لعب كرة هجومية وفي بناء الهجمات انطلاقا من الدفاع. ومن أبرز الاختيارات التي توضح فلفسة المدرب البوسني نجد تفضيله لنصير المزراوي على حساب نبيل درار الذي كان يحظى برسمية لا تناقش مع رونار، أضف على ذلك الاعتماد على حكيمي كجناح أيمن لأول مرة رفقة المنتخب الوطني بعدما كان يضعه رونار على مستوى الجهة اليسرى.
توظيف زياش يفصل بين حقبتي رونار ووحيد رغم اعتماد مدرب الأسود السابق، هيرفي رونار، بشكل كبير على التكثل الدفاعي من أجل مواجهة الخصوم، إلا أنه كان يمنح حرية كبيرة لنجم أياكس أمستردام، حكيم زياش، داخل رقعة الملعب بغية الاستفادة من مهاراته الفردية لهز شباك الخصوم سواء عن طريق التسديد أو التمريرات الحاسمة. هذه الحرية لم تتح لزياش إمكانية الظهور بوجه جيد رفقة الأسود تحت مظلة رونار بسبب أن بقية اللاعبين كانوا ملتزمين بشكل أكبر بتعليمات ذات ميولات دفاعية، وحتى على مستوى التنشيط الهجومي كان تحرك اللاعبين لا يساعد زياش على إظهار ملكاته التي تبدو جلية مع الأياكس.
على عكس ذلك، حاول خاليلوزيتش توفير البيئة المناسبة لزياش من أجل إخراج كل ما في جعبته لصالح المنتخب الوطني. وحيد وضع زياش في الجهة اليمنى خلال مباراة موريتانيا واعتمد على المزراوي بجانبه، كما طالب اللاعبين بالتحرك كثيرا بدون كرة؛ كل هذه المعطيات أتاحت لزياش فرصة التعبير عن إمكانياته ليبدع في منح فرص التسجيل لزملائه الذين فشلوا في تحويلها إلى أهداف. توظيف وحيد خاليلوزيتش لزياش داخل أرضية الملعب يظهر بالوضوح الفرق بينه وبين رونار، فالمدرب البوسني يسعى إلى استغلال الإمكانيات التقنية للاعبيه ويبحث دائما عن إيجاد قالب يحتويها، في الوقت الذي كان يعتمد رونار على عناصر بمؤهلات خاصة تبقى أبرزها القوة البدنية والقدرة على الذوبان في المجموعة.