يشارك المغرب بوفد مهم في القمة الروسية الإفريقية الأولى، التي تعقد بمدينة سوتشي الروسية يومي 23 و24 أكتوبر الجاري. القمة تأتي في خضم التنافس بين مختلف القوى الدولية كأمريكا واليابان والصينوروسيا على الشراكة مع القارة الإفريقية. ويمثل رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، جلالة الملك محمد السادس في القمة التي تنعقد برئاسة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وكشفت مصادر من السفارة الروسية في الرباط أن المغرب يشارك بوفد رفيع المستوى مكون من أزيد من 30 شخصاً يمثلون كبريات الشركات والمؤسسات الاقتصادية، بالإضافة إلى وفد حكومي مهم. وعلى غرار قمة الصين - إفريقيا، وقمة الهند - إفريقيا، فإن جبهة البوليساريو لن تشارك في قمة روسيا - إفريقيا، حسب ما أوضحه الموقع الرسمي للقمة، والذي لم يورد إسم ممثلي جبهة البوليساريو ضمن لائحة المدعويين من أجل حضور هذه القمة. المحامي والخبير في العلاقات الدولية نوفل البعمري قال في تصريح لموقع القناة الثانية إن القمة تنعقد بين روسيا و الدول الأفريقية المعترف بها أمميا و لا مجال فيها لحضور الكيانات الوهمية، و لا مجال لتتسلل إليها، موضحا أن القمة لا تنعقد بين روسيا والإتحاد الإفريقي. واعتبر البعمري أن هذه القمة مهمة خاصة على" المستوى المغربي لكون المغرب يعتبر نظرا لحجم و قوة استثماراته التي أعلن عنها الملك رسميا في جولاته السابقة بوابة العالم لإفريقيا من الناحية الاقتصادية و التنموية و هو ما يعطي لهذه الدورة من القمة زخما اقتصاديا يهدف لتعزيز الشراكة بين روسيا و الدول الأفريقية خاصة مع ما تشهده هذه الأخيرة من تنامي وتيرة الإصلاحات الاقتصادية و التنموية و بروز عدة دول غلى رأسها المغرب كأقطاب اقتصادية قوية، و كبيرة يشجع على الاستثمار بها و يعزز من إمكانية خلق فرص حقيقية للتنمية." وبالنسبة للمغرب تتزامن القمة مع قرب انعقاد مجلس الأمن الذي سيناقش ملف الصحراء، يقول البعمري، مضيفا أن القمة ستكون فرصة لوزير الخارجية المفربي لعقد لقاءات ثنائية على هامش القمة من أجل نقل وجهة نظره المتعلقة بمختلف التطورات التي شهدها الملف و مستقبل النزاع المفتعل حول الصحراء خاصة و أن الموقف الروسي كان على العموم خاصة منذ الزيارة الملكية لروسيا يتجه نحو الاعتدال و الحياد الإيجابي الغير المنحاز لأي طرف و الداعم لمسلسل التسوية السياسية وفقا لقرارات مجلس الأمن. من جانبه، يرى الأستاذ بمركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات والخبير في العلاقات الدولية إن هذه القمة تعكس "رغبة الروس في ضمان حضور قوي لكل الدول الإفريقية في أول قمة تهدف إلى وضع خريطة التحالفات والمصالح الممكنة على المدى البعيد". وأضاف العجلاوي أن "هناك توزيعا للورود على كل الدول الإفريقية في انتظار من سيحضر ومن سيغيب عن القمة"، مشيرا إلى ضرورة التريث قبل إصدار الأحكام المسبقة؛ "لأن ما يهم الروس هو إنجاح قمة سوتشي". ويعتبر العجلاوي أن "القمة سيترتب عنها إعلان عن تحالفات روسية إفريقية في سياق موازين القوى الحالية دوليا، سواء داخل منظمة الأممالمتحدة التي تعيش أزمة كبيرة على مستوى تمويل بعثات حفظ السلام". ولا يستبعد المتحدث أن يصبح المغرب بوابة إفريقيا لروسيا؛ لكنه شدد على أن "الروس يستقرون في كل المشاكل بإفريقيا، خاصة في شرق القارة ومنطقة الساحل والصحراء، دون الحديث عن أهداف إستراتيجية للروس في منطقة شمال إفريقيا".