التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريبا، كان هذا آخر ما كشفت عنه منظمة الصحة العالمية في تقريرها لسنة 2019 حول أضرار التبغ، مشيرة إلى أن هذا الأخير يتسبب في أكثر من 8 ملايين حالة وفاة سنويا، منهم أكثر من 7 ملايين ممن يتعاطونه مباشرة ونحو 1.2 مليون من المدخنين السلبيين، أي الأشخاص المعرضين لدخانه غير المباشر. وتبلغ نسبة المدخنين حوالي 38% بين الرجال و 4% بين النساء. وقد ارتفعت نسبة المدخنين في بعض البلدان لتصل إلى 57% من الرجال، و29% من النساء، حيث أكد أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "إن انتشار التدخين بين الشباب يثير القلق بشكل خاص، فقد وصلت نسبة التدخين إلى 42% بين الفتية و31% بين الفتيات". ويشمل ذلك تدخين الشيشة التي يقبل عليها الشباب أكثر من إقبالهم على تدخين السجائر، حيث يبين المنظري أنه "من المتوقع أن ترتفع معدلات التدخين في الإقليم بحلول عام 2025، بعكس الاتجاه السائد في باقي أنحاء العالم. وسيؤدي ذلك بدوره إلى تفاقم وباء أمراض الرئة على مستوى الإقليم". وأكدت المنظمة في ذات التقرير على أن فرصة تعرض المدخنين للإصابة بسرطان الرئة تزيد في حياتهم بنحو 22 مرة مقارنة بغير المدخنين، كما أن المدخنين السلبيين يزيد خطر إصابتهم بهذا المرض بنسبة 30 في المائة، مشيرة إلى أن التدخين يتسبب أيضا في زيادة كبيرة في خطر الإصابة بالسل والوفاة الناجمة عنه، إذ تعزى نسبة تفوق 20 في المائة من معدل الإصابة بالسل عالميا إلى التبغ. وفي نفس السياق، كشفت المنظمة على أن واحدة من كل تسع وفيات تقع نتيجة للربو ترجع إلى التبغ، كما أن واحد من كل خمسة مدخنين يصاب بالانسداد الرئوي المزمن في حياته، مضيفة : " نصف عدد الأطفال تقريبا يتنفّسون بانتظام هواء ملوّثا بدخان التبغ في الأماكن العامة، وهو ما يتسبب في وفاة 65 ألف طفل سنويا بسبب أمراض تعزى إلى دخان التبغ غير المباشر". وحسب ذات التقرير فإن، نحو 80 في المائة من المدخنين البالغ عددهم 1.1 مليار شخص على الصعيد العالمي يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما أن الكلفة الاقتصادية لتعاطي التبغ مرتفعة كثيرا، تشمل تكاليف الرعاية الصحية الباهظة لمعالجة الأمراض التي يسببها تعاطي التبغ، فضلا عن فقدان رأس المال البشري نتيجة الوفيات. ودعت المنظمة إلى الزيادة في الضرائب على التبغ بشكل يحد من استعماله، خاصة بين الشباب والفئات المنخفضة الدخل، إلى وقف الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، حظر الإعلان عن التبغ، إلى جانب توعية المتعاطين بضرورة الإقلاع عن التدخين، ذلك أنه خلال الفترة ما بين سنتي 2017 و2016، أتيحت لنحو 28 في المائة من سكان العالم خدمات شاملة للإقلاع عن تعاطي التبغ في 17 بلدا.