للأسبوع الثالث على التوالي، يستمر طلبة كلية الطب والصيدلة بمدينة أكادير في إضرابهم المفتوح، ومقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية والتداريب الاستشفائية إلى حين تحقيق ملفهم المطلبي الوطني، إلى جانب أساتذة الكلية الذي يقاطعون بدورهم مستشفى الحسن الثاني. وأوضح مهدي بنشريف، رئيس مكتب طلبة كلية الطب والصيدلة بأكادير أن الإضراب جاء نتيجة "سوء تنظيم التخصصات الطبية، وتجميع العديد منها في جناح واحد، وعدم تحديد الأسرة الخاصة بكل تخصص طبي، إلى جانب انعدام أو قلة التجهيزات الطبية، والنقص المهول في الطاقم التمريضي والتقني بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني ما يؤثر سلبا على جودة تأطير طلبة الطب". وأضاف بنشريف أنه "على سبيل المثال، في الجناح الثاني بالمستشفى، يجتمع أزيد من 24 طالبا منقسمين على تخصصين طبيين الطب الباطني، وطب الجهاز الهضمي، وهذا العدد سيترفع إلى 48 طالبا خلال السنة المقبلة، لأن طلبة طب الغدد والسكري، وطب الأعصاب سينضافون إليهم، إلى جانب الأطباء الداخليين والمقيمين، وهو ما سيحول دون تقديم تكوين لائق للطلبة". وأشار بنشريف في تصريح لموقع القناة الثانية أن ملفهم المطلبي يتضمن "تأهيل المستشفى الجهوي الحسن الثاني والقيام بعملية الرفع من المستوى، من خلال تزويده بالتجهيزات الطبية اللازمة، وتوفير الأطر شبه الطبية، إضافة إلى عملية إعادة هيكلة تنظيم التخصصات الطبية". من جهته أوضح المدير الجهوي لوزارة الصحة بجهة سوس رشدي قدار أنه في إطار اتفاقية الشراكة التي تجمع بين كلية الطب بأكادير والمديرية الجهوية لوزارة الصحة قامت هذه الأخيرة "بمجموعة من الإجراءات من أجل تسهيل ولوج الطلبة والأساتذة للمستشفى الجهوي الحسن الثاني، أبرزها إحداث قطب جامعي، وتأهيل المستشفى". وأضاف قدار : "في إطار التعاون بين المديرية الجهوية والمندوبية الإقليمية وإدارة مستشفى الحسن الثاني تم دعم هذا الأخير بأجهزة طبية حديثة ومتطورة" مشيرا في تصريح لموقع القناة الثانية أنه "تم تجهيز قاعة الإنعاش، قاعة الأطفال حديثي الولادة، مصلحة التعقيم، مصلحة الأشعة، كما تم دعم مصالح المستشفى بأكملها بأجهزة الفحص بالصدى، إلى جانب تجهيز المركب الجراحي وإعادة تهيئة المركب الجراحي الخاص بالولادة". وأكد قدار أن الوزارة عملت على "تهيئة مصلحة للطب تضم 3 اختصاصات، وستكون جاهزة نهاية شهر غشت المقبل، كما تم افتتاح مصلحة للطب النفسي بانزكان" مشيرا إلى أن مستشفى الحسن الثاني "سيعرف التحاق عدد كبير من الموارد البشرية خلال الثلاثة أشهر المقبلة من مختلف التخصصات بما فيها الممرضين والمساعدين الطبيين". وفي انتظار التحاق الأطباء الداخليين والمقيمين، أشار قدار إلى ان المديرية اتخذت مجموعة من الإجراءات الاستباقية "حيث تم إحداث قاعة جديدة للصدمات بالمستعجلات، ومكاتب لاستقبال هؤلاء الأطباء، كما أن مشروع مشترك مع مجلس الجهة من أجل إعادة تهيئة مستعجلات أكادير، وستبدأ الأشغال خلال السنة الجارية".