تتجه الأنظار يومي 21 و22 مارس الحاري إلى مدينة جنيف السويسرية، حيث ستنعقد المائدة المستديرة الثانية حول الصحراء تحت إشراف المبعوث الأممي للصحراء هورست كوهلر، وبمشاركة الأطراف الأربعة في النزاع (المغرب، الجزائر والبوليساريو وموريتانيا). وكانت المائدة المستديرة الأولى فرصة من أجل تقريب وجهات النظر، في لقاء هو الأول من نوعه الذي يجتمع فيه كل أطراف منذ مشاورات عام 2012 بالولايات المتحدةالأمريكية. ووفق تصريح المبعوث الأممي للصحراء، فإن المائدة المستديرة الأولى نجحت في اتفاق جميع الدول المشاركة على أن التعاون والتكامل الإقليمي هما أفضل طريقة للتصدي للتحديات الهامة العديدة التي تواجه المنطقة. وبما أن المائدة المستديرة الثانية ستأتي في خضم تطورات إقليمية مهمة تتمثل في الحراك الجزائري، فإنه من المرتقب أن يضغط المبعوث الأممي للصحراء في اتجاه الحلول التي من شأنها الحفاظ على التكامل الإقليمي. الموساوي العجلاوي، الخبير في العلاقات الدولية يعتبر أنه وبالرغم من أن الجزائر قامت بتعديل حكومي في إطار مرحلة انتقالية نحو إقامة نظام جديد في الجزائر، فإنه من غير المرجح أن يحدث تغير في الموقف الجزائري من الصحراء. وقال العجلاوي في تصريح لموقع القناة الثانية إنه وبعد أن كان عبد القادر مساهل هو من قاد الوفد الجزائري خلال المائدة المستديرة الأولى، فإن المائدة المستديرة الثانية تنعقد في ظل تعيين وزير خارجية جديد للجزائر هو رمطان لعمامرة، الذي يعتبر من أشد خصوم الوحدة الترابية للمغرب. " العمامرة سبق أن تم تعيينه في عام 2008 مفوضا لمجلس السلم والأمن الأفريقي، وأعيد انتخابه على رأس المجلس حتى 2010، ولم يثبت أنه حل مشكلة من مشاكل القارة الإفريقية،" يقول العجلاوي، مضيفا أن الملف الوحيد الذي نجح فيه العمامرة هو فصل جنوب السودان عن شماله. لكن وبالرغم من التطورات التي لن يرجح أن تصب في صالح المغرب، يقول العجلاوي، فإن هورست كوهلر يواجه ضغوطا كبيرة ويسعى للخروج بشيء جديد يقدمه أمام مجلس الأمن خلال الإحاطة المقبلة التي يرتقب أن يقدمها في فاتح أبريل المقبل، قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن في آخر شهر أبريل من أجل اعتماد قرار المجلس الجديد حول الصحراء. إضافة إلى هذه الضغوط، يضيف الخبير في العلاقات الدولية، فإن هناك مؤشرات ترجح بأن كوهلر يعتزم جعل المقترح المغربي للحكم الذاتي كأرضية للنقاش في المائدة المستديرة الثانية. وتتمثل هذه المؤشرات، وفق العجلاوي، في تصريحات وزيرة الدفاع الفرنسي، فلورانس بارلي، التي قالت الوزيرةخلال المائدة المستديرة حول منظمة الساحل بملتقى ميونخ للأمن، إن حل قضية الصحراء لن يتجاوز سنة 2020، إضافة إلى ضغط إدارة ترامب نحو إيجاد حل بشكل سريع لقضية الصحراء، والمصالح الأوروبية والأمريكية في الاستقرار الإقليمي بالمنطقة. "في السياق الجديد لمنطقة الساحل والصحراء، سيكون من المستحيل تأسيس دولة جديدة،" يقول العجلاوي مضيفا بأن هذا السياق، من جهة أخرى، " يسمح بأن يتم فرض مقترح الحكم الذاتي على البوليساريو، لأن الجزائر لم تعد في موقف قوة كي تفرض شيئا آخر."