استقبل الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، يوم الخميس 17 يناير 2019 بمقر المجلس، السيدة Federica Mogherini الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، والتي كانت مرفقة بسفيرة الاتحاد الأوروبي بالرباط. وبالمناسبة، أعرب رئيس مجلس النواب عن تقديره لدعم السيدة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي للاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والذي صادق عليه البرلمان الأوروبي يوم أمس بأغلبية ساحقة، مشيدا بأهمية الحوار البرلماني المغربي-الأوروبي، وبدور اللجنة البرلمانية المختلطة بين البرلمان المغربي والبرلمان الأوروبي في دحض المغالطات التي يروجها خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وأوضح المالكي أن المغرب وأوروبا لا تجمعهما فقط مصالح اقتصادية مشتركة، وإنما مصالح جيو-استراتيجية مرتبطة بالأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب والتعاطي مع الهجرة وتحديات تواجه منطقة حوض المتوسط والقارة الإفريقية، وقال أن "المغرب متشبث بشراكته الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، ويتعين علينا تحصين المكتسبات وفتح آفاق جديدة للتعاون". ودعا في ذات السياق إلى تقييم الشراكة الحالية بين الطرفين في إطار الوضع المتقدم، بهدف استكشاف سبل جديدة للتعاون تأخذ بعين الاعتبار التطور الذي عرفه المغرب والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة والمتغيرات التي تعرفها الساحة الإقليمية والدولية، في أفق بلورة شراكة جديدة، مشيرا إلى أهمية تعميق الحوار السياسي من أجل بناء أسس صلبة للتعاون. واستعرض السيد رئيس مجلس النواب أبرز المكتسبات المؤسساتية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي حققتها بلادنا منذ المصادقة على دستور 2011، وقال أن "المغرب وأوروبا يتقاسمان القيم ذاتها المتعلقة بالديمقراطية ودولة القانون"، مشيرا إلى دور المؤسسة الملكية في استقرار المغرب وفي صيانة الاختيار الديمقراطي، وأن الملك بصفته أمير المؤمنين يضمن حرية ممارسة الشؤون الدينية ويحرص على ترسيخ القيم السمحة للإسلام المعتدل. وفيما يخص قضية الوحدة الترابية للمملكة، أكد السيد المالكي على التزام المغرب بدعم جهود الأممالمتحدة لإيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل، وذكر بمبادرة جلالة الملك محمد السادس التي أعلن عنها في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء، والتي دعا فيها الجزائر إلى حوار دون شروط مسبقة لمعالجة كافة الملفات التي تعيق تطور العلاقات الثنائية وتحقيق حلم شعوب المنطقة في بناء المغرب الكبير، مسجلا أن الجزائر لم ترد لحد الساعة على هذه المبادرة. من جهتها، أكدت السيدة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، أن تصويت البرلمان الأوروبي بأغلبية كبيرة لصالح الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، "هو تجسيد لثقة الاتحاد الأوروبي في الدور الهام الذي يقوم به المغرب على صعيد المنطقة وعلى الصعيد الإفريقي والدولي، ولثقته في الاستقرار والديمقراطية التي تنعم بهما المملكة". وقالت أن "المغرب ليس فقط فاعلا رئيسيا على المستوى الثنائي، ولكن أيضا على المستوى الدولي في قضايا حيوية كالمناخ والهجرة". وأوضحت السيدة Federica Mogherini أن المصادقة على الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي هو نتيجة عمل مشترك وتنسيق بينهما، معربة عن اقتناعها بأهمية تعزيز العلاقات بين الطرفين والتفكير في تأسيس شراكة جديدة تشمل مجالات متعددة. وسجلت ارتياحها بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي، ومساهمته في إنجاح القمة العربية-الأوروبية الأولى المرتقبة، وأردفت أن "دور المملكة المغربية في علاقته مع أوروبا وإفريقيا له أبعاد متعددة، يشمل ما هو اقتصادي وأمني ويعتبر نموذجيا في التعاطي مع الشأن الديني". وشددت السيدة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي على أن الاتحاد الأوروبي يشجع كافة الأطراف على الانخراط في جهود الأممالمتحدة من أجل تسوية قضية الصحراء، معربة عن رغبة الاتحاد الأوروبي في إيجاد حل دائم ونهائي لهذا النزاع الذي عمر طويلا.