في ركن ظليل على الرصيف، يأوي الشاب الثلاثيني مصطفى الحرشي، التي شاءت الظروف أن يزداد بمدينة صاخبة فيما تعجز أطرافه عن الحركة و الرقص على أنغام غناوة التي تشتهر بها مدينة الصويرة. مصطفى لم يركن للاستسلام لمشيئة الأقدار بل ثار ليداعب موسيقى و رياح الصويرة بريشة على فمه تنقش ما تلتقطه حواسه من مشاهد تعكس هوية مدينة الرياح. يتخذ مصطفى من ساحة مولاي الحسن مقرا ليندمج في رسم لوحاته، يوميا ابتداءا من الساعة التاسعة صباحا، و لا يغيب عن مكانه إلا بسبب الأمطار كما صرح لنا. يخط على لوحة مثبتة على كرسيه المتحرك رسومات بسيطة بألوان براقة يستلهمها من محيطه، كمآثر المدينة، جدرانها و طيور النورس التي تحوم في سمائها، ليبيعها لمعجبيه بثمن رمزي لا يتجاوز 20 درهم... دراهم قليلة تساعده على كسب قوته اليومي و شغف كبير يقبر معاناته اليومية بالغطس في عالم الألوان و مباهج الحياة. التقى طاقم فريق موقع القناة الثانية بمصطفى، الذي أبدى سعادة غامرة و هو يتقاسم معنا حلمه برسم لوحة كبيرة تضم معالم الصويرة لتتجاوز شهرته أسوار المدينة، التفاصيل بالفيديو أعلاه.