منذ إعلان وفاة حياة أمس الثلاثاء أثناء محاولتها الهجرة نحو إسبانيا رفقة مهاجرين آخرين، وساكنة الحي الشعبي جبل درسة بمدينة تطوان تعيش تحت هول الصدمة، لم تصدق عائلتها، جيرانها وصديقاتها أن الموت قد خطفها منهم على حين غرة ولن يروها من جديد، مشاعر الحزن والصدمة كانت ممزوجة كذلك بمشاعر الغضب وعدم فهم الظروف التي تسببت في فقدان حياة لحياتها. وحسب المعطيات التي توصل بها مراسل القناة الثانية بمدينة طنجة من جيرانها،، فإن الراحلة كانت شابة هادئة وكتومة، وذات أخلاق طيبة، كما انها أكبر أفراد أسرتها المكونة من 6 ابناء، بعد حصولها على شهادة البكالوريا التحقت بكلية الحقوق بمدينة تطوان، وكانت تطمح إلى تحسين الوضعية الإجتماعية لاسرتها، وأن تحصل على عمل يمكنها من مساعدة اختيها واخوتها الثلاثة. اليوم، ووري جثمانها الثرى بمسقط رأسها، وذلك بحضور ما يقارب 200 شخصا، إلى جانب ممثلي السلطات المحلية، حيث دفنت بعد صلاة العصر بمقبرة المدينة في جو طبعه الصمت تحت هول الصدمة، صمت كسرته تساؤلات بعض الحاضرين "لماذا تم إطلاق النار؟"، ومطالب آخرين بضرورة "تشديد القوانين من مكافحة التهريب والقضاء على الشبكات الناشطة في هذا المجال". في هذا الإطار كشف أحد الحاضرين لمراسل القناة بأن الوسيط الذي نسقته مع الراحلة حياة رحلتها الأخيرة يقيم بسبتة، مشيرا إلى أن المرشحين للهجرة السرية يدفعون ما يقارب 60 ألف درهم من أجل العبور إلى الضفة الأخرى غير آبهين بالمخاطر التي تتهددهم، وهو ما يجعل منهم مصدرا حقيقيا لثروة العصابات الناشطة في هذا المجال، ومصدر مأساة لعائلاتهم. يشار إلى آن وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية اضطرت إلى إطلاق النار على قارب مطاطي سريع ما بين المضيق والفنيدق، بسبب رفض قائد القارب الاسباني الانصياع لأوامرها، وهو ما أسفر عن وفاة الشابة حياة، البالغة من العمر 20 سنة، وإصابة 3 آخرين تم نقل أحدهم إلى العاصمة الرباط لإجراء عملية جراحية. إنا لله وإنا إليه راجعون .