لم يكد يمر أسبوع على إعلان المدون المغربي، أمين رغيب، خبر توقيف كافة أنشطته على الويب، وبالأخص قناته على اليوتيوب، التي يشترك بها أزيد من مليونين ونصف متابع، حتى أعلن زكريا موفق، المعروف ب "سكوزا"، اتخاذه ذات الخطوة ومغادرة منصة مشاركة مقاطع الفيديو بشكل نهائي. خبر "اعتزال" رغيب، الشهير بإعداده لمقاطع فيديو تتناول مواضيع التقنية والفائز بجائزة آل مكتوم لرواد التواصل الاجتماعي العرب بالإمارات سنة 2015، فاجأ الكثيرين خصوصا وأنه من كبار صانعي المحتوى باليوتيوب المغربي، كما حاضر في جامعات مغربية ودولية واستضافته قنوات تلفزيونية وإذاعية. المدون المراكشي كشف لمتابعيه في فيديو إحساسه بالإقصاء وب "الحكرة" والتعتيم الإعلامي وتعرضه لحملات إشعارات ممنهجة من جهات خفية تهدف للنيل من قناته وحذفها. وأماط اللثام أيضا عن تعرضه للتهديد عبر الهاتف من جهات لم يكشف عن هويتها، كما توصل برسائل تهديدية على حساباته في الانترنت. وأضاف أن اليوتيوب تحول إلى بيئة غير آمنة للعمل والإبداع بالنظر للكم الكبير من التعليقات المليئة بالألفاظ المهينة والخادشة للحياء والسب والشتم. وأكد رغيب أنه ليس إنسانا ضعيفا وقادر على مواجهة من أسماهم ب "الحساد ومحتكري المعرفة" لكن تخوفه من تحول هذه التهديدات إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع تطال أسرته الصغيرة دفعه إلى التراجع. ويريد المدون المغربي الابتعاد عن يوتيوب ومشاكله، على حد قوله، مضيفا أنه سيغيب عن المنصة الشهيرة لبضعة أشهر بغرض التأمل وإعادة ترتيب الأوراق وتجديد النشاط. واشتكى المدون كذلك من شركة يوتيوب وخوارزمياتها التي لا تقوم بإشعار متابعيه بوجود محتوى جديد، وهو الشيء الذي أدى حسب رغيب إلى تراجع في أعداد مشاهدات فيديوهاته على رغم من كون عدد المشتركين في قنواته: المحترف والبث المباشر؛ يقارب الثلاثة ملايين مشترك. وأوضح أن مداخيله من الإعلانات التي تضعها شركة يوتيوب على فيديوهاته تراجعت بشكل ملحوظ، مضيفا أنه حول تركيزه إلى التداول في الأسهم بسبب أرباحه القليلة من يوتيوب. وانضم إلى لائحة صانعي المحتوى المغاربة الذين أعلنوا مغادرتهم منصة اليوتيوب Skowza، واسمه الحقيقي زكريا موفق، وهو معلق ألعاب فيديو ينحدر من مدينة قلعة السراغنة، والذي بحلول يناير 2018 وصل عدد مشتركي قناته على اليوتيوب إلى أكثر من 500 ألف مشترك. وبعد انقطاع طويل عن تحميل الفيديوهات عقب فيديو DZL الشهير، شهدت قناة موفق استفاقة جديدة قبل نهاية العام الماضي بفضل سلسلة فيديوهات توثق معاركه مع صانعي محتوى آخرين، آخرهم أيمن الهاشمي، المعروف على الانترنت باسم AymanSenpai، والذي دعا "سكوزا" في خضم الخلاف بينهما إلى مباراة ملاكمة يكون أبطالها شخصيات من اليوتيوب المغربي. وعادت الأضواء لتسلط على قناة موفق بفضل الدراما المصطنعة بينه وبين أيمن الهاشمي، والتي ساهمت في زيادة أعداد مشاهدات فيديوهاته بعد فترة من التراجع، خاصة الفيديوهات التي توثق معاركه الكلامية مع "سنباي" أو تدريباته لنزال الملاكمة الذي كان القائمون عليه يمنون النفس بأن يكون أول حدث من هذا النوع في تاريخ اليوتيوب المغربي والعربي. وفي الوقت الذي كان المتابعون لقناة "سكوزا" في انتظار تنظيم أول مؤتمر صحفي يسبق مباراة الملاكمة يوم 20 ماي بالرباط، فاجئهم ابن قلعة السراغنة بخبر إلغاء النزال وأيضا قراره مغادرة اليوتيوب نهائيا. وفي فيديو، صب "سكوزا" جام غضبه على الوضعية التي يعيشها اليوتيوب المغربي، مشتكيا من تعرضه مجددا لحملة إشعارات كثيفة لإحدى فيديوهاته، وهو ما قد تعاقبه عليه إدارة اليوتيوب بحذف قناته. وتوجه بكلامه إلى الحالمين بالشهرة وجني الأموال من على المنصة، داعيا إياهم للتخلي عن هذه الفكرة والتركيز على أمور أخرى أكثر أهمية، قائلا: "غير نسا الى فكرتي تدير يوتيوب فالمغرب." وليست ظاهرة "الاعتزال من يوتيوب" جديدة أو خاصة بالمغرب، بل سبق أن أعلنها الكثير من صانعي المحتوى عبر العالم. وغالبا ما تحدث عندما يصل صانع المحتوى إلى مرحلة يصبح فيها اليوتيوب جزءا لا يتجزأ من حياته(ها)، وبالتالي فإن مغادرة المنصة ما هو إلا محاولة لإيجاد فسحة للتنفس. ويطرح أيضا هذا الأمر بالنسبة لأولئك الذين يتعرضون للمضايقات ويقعون ضحايا لحملات الإشعارات المتتالية، بالإضافة إلى أن سياسة يوتيوب الجديدة فيما يخص الإعلانات أصبحت معقدة ولا أحد يجني الأموال من المنصة كما في السابق. والبعض الآخر من اليوتوبرز يصابون بالملل ويتعبون من رفع فيديو كل يوم ويبحثون بالتالي عن مغامرات وتحديات جديدة. كما لا يستبعد أن تكون إعلانات الاعتزال من يوتيوب مجرد "دراما مصطنعة" يحاول أبطالها استجداء الانتباه وحصد المشاهدات.