بمدينتي طنجة وواد زم، تعيش أسرتان ألم فراق الأبناء، ألم لن تمحوه السنون ودموع تذرف كلما ذُكر اسم بوشتى أو محمد. كلاهما ترعرع وسط أسرة غمرته بالحب ولم تكن ترفض له طلبا وربما كان الدلال الزائد سبب هذه المأساة. كان بوشتى، الذي يقطن رفقة أسرته بمدينة واد زم، يحصل على كل ما يطلبه، أراد أن يمارس رياضة "الكراطي" فكان له ذلك، طلب دراجة نارية فحصل عليها، وفي كل مرة كان يطلب المال، كان يحصل عليه أيضا. طبعا، الأسرة لم تتوقع أن تكون نتيجة هذا الدلال هو ترك بوشتى لبيت الأسرة التي انقطعت عنها أخباره منذ ما يزيد عن سنتين. ترك بوشتى المدرسة مبكرا، وتحول بعد ذلك إلى مدمن للمخدرات، ومع ذلك، قامت الأسرة بكل ما تقدر عليه حتى لا تدفعه للتفكير في الهرب، إلا أن بوشتى اختفي ذات يوم ولم يظهر له أثر... محمد، هو الآخر اختفى منذ أزيد من 10 سنوات، جدته ووالده لازالا ينتظران بمنزلهما الكائن بمدينة طنجة اليوم الذي يعود فيه، أما أمه فقد توفيت منذ سنوات، فكانت الصدمة قوية على الطفل محمد الذي سيغادر صفوف الدارسة فيما بعد. محمد، الذي كان طفلا مدللا كما يقول والده، "هاجر" إلى إسبانيا ولم يكتمل عقده الثاني، عاد ذات مرة إلى حضن أسرته خمسة أيام ثم اختقى.... تفاصيل مأساة أسرتي بوشتى ومحمد في الروبرتاج التالي