أفادت تقارير وسائل إعلام أوروبية، اليوم الثلاثاء، بأن هجوما إلكترونيا ضخما قد ضرب عددا من الدول الاوروبية ويرتقب أن ينتشر إلى مزيد من الدول بالقارة وخارجها. وبدأ الهجوم يوم أمس الإثنين، حيث أعلنت البرلمان البريطاني تعرّضه لهجوم إلكتروني دفع جهازه الأمني إلى قطع خدمة البريد الإلكتروني فيما يعمل على التصدي للاختراق. وأعلنت السلطات البرلمانية عن الهجوم في بريد إلكتروني أرسلته لنواب البرلمان نشرته صحيفة ديلي تلغراف. وأضاف البيان «في وقت مبكر من هذا الصباح اكتشفنا نشاطاً غير اعتيادي ودليلاً على محاولة هجوم إلكتروني على شبكتنا». وتابع «أكدت تحقيقات فريقنا المكثفة قيام قراصنة بهجوم على كل حسابات مستخدمي البرلمان». أوضحت السلطات البريطانية أنها «تعمل عن قرب مع مركز الأمن الإلكتروني الوطني لتحديد وسيلة الهجوم وقمنا بتغييرات لمنع المهاجمين من الدخول» للنظام. وانتشر هذا الهجوم عبر دول أوروبية أخرى اليوم الثلاثاء، حيث أعلنت شركات ومصارف في روسياوأوكرانيا تعرضتها اليوم الثلاثاء لهجمات إلكترونية واسعة، أدت لخروج بعضها من الخدمة. وقالت "Group-IB"، وهي شركة متخصصة في الكشف المبكر عن التهديدات السيبرانية: إن فيروس يدعى "Petya" يقف وراء الهجمات الإلكترونية التي استهدفت شركات نفط، واتصالات، ومؤسسات مالية في روسياوأوكرانيا. وأعلنت "روس نفط" الروسية أن خادم حواسيب الشركة تعرض لهجمة "هاكرز" ضخمة، ما دفع الشركة الروسية للتوجه إلى الهيئات الأمنية. وجاء في تغريدة ل "روس نفط" على تويتر "تعرضت خوادم حواسب الشركة إلى هجمة هاكرز ضخمة. نأمل بأن لا تكون المسألة مرتبطة بالإجراءات القضائية القائمة حاليا". وفي أوكرانيا، استهدفت الهجمة أكبر مطار في العاصمة كييف، إضافة لعدد من الشركات والمصارف. وقالت تقارير إعلامية أوكرانية: إن أجهزة الكمبيوتر في الدوائر الحكومية خرجت عن الخدمة بسبب الهجمة الإلكترونية. وقال نائب رئيس الوزراء بافل روزينكو، إن هناك خطأ ظاهرا على جميع الشاشات جراء مشكلة في الشبكة، حتى أن جميع أجهزة الحاسب الآلي في المباني الحكومية لا تعمل، حسب وكالة انترفاكس الروسية. وأوضح البنك الوطني الأوكراني أنه تم تحذير جميع البنوك والمؤسسات المالية من الهجوم، مرجحة أن يكون فيروس إلكتروني استخدم في الهجوم بغرض الابتزاز حيث ظهرت رسالة على إحدى الشاشات تطالب بإرسال 300 دولار على عنوان معين. وكان هجوم الكتروني كبير، وُصف الأضخم في التاريخ، قد ضرب بريطانيا ثم أكثر من 100 دولة أخرى في ماي الماضي وهو فيروس الفدية الذي يدعى "WannaCry" والذي يعمل على حجب كل الملفات على أجهزة الكمبيوتر وطلب فدية مالية مقابل إعادة فتحها مرة أخرى. هذا الهجوم ألحق الضرر بأكثر من 200 ألف جهاز عبر 150 دولة، وقد تأثرت مراكز الرعاية الصحية بشكل جسيم بما حصل بالأخص في بيانات المرضى وسجلاتهم الصحية، ما أدى إلى إلغاء عمليات جراحية وتغيير مسارات سيارات الإسعاف.