أثارت النتائج العالية التي تحصل عليها تلاميذ القطاع الخاص في امتحانات الباكالوريا هذه السنة انتقادات كثيرة في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروها نتيجة "النفخ" في نقاط مواد المراقبة المستمرة، دون أن تعكس تلك النقاط المستوى المعرفي الحقيقي لتلاميذ الخصوصي. وبسط تلاميذ القطاع الخاص هذه السنة سيطرتهم المطلقة على امتحانات "الباك"، ف 8 من أصل 10 معدلات الأعلى وطنيا حصل عليها تلاميذ تابعوا دراستهم في مدارس خصوصية، من بينها أعلى معدل على الصعيد الوطني، وهو 19.45 في مسلك العلوم الفيزيائية. وبمجرد الإعلان عن نتائج الباكالوريا التي أكدت تفوق تلاميذ القطاع الخاص على نظرائهم في القطاع العام، بحصولهم على أعلى المعدلات، حتى تناسلت التدوينات والتعليقات المنتقدة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اعتبرت أن هؤلاء التلاميذ ما كانوا ليحققوا تلك المعدلات "الفلكية" لو لم يتم "النفخ" في نقاط المراقبة المستمرة، والتي تشكل نسبة 25 % من مجموع التقويم النهائي في امتحان الباك. من جهته، اعتبر عبد العالي زويتن، رئيس رابطة التعليم الخاص بالمغرب، هذه الانتقادات عارية من الصحة، مشيرا في اتصال مع موقع القناة الثانية إلى أن القطاع الخاص كان دائما ينادي بعدم احتساب المراقبة المستمرة في الأقسام الاشهادية والاكتفاء بنقطة الامتحان الوطني. وأضاف زويتن أن القطاع الخاص دعا وزارة التربية الوطنية في أكثر من مناسبة إلى عدم اعتماد المراقبة المستمرة في امتحان الباكالوريا، وذلك تفاديا للإحراج ودحضا للمزاعم التي تتهم مدارس الخصوصي بالنفخ في النقط، بالإضافة إلى تجنب قيام بعض الأساتذة في القطاع العام بابتزاز التلاميذ بنقاط المراقبة المستمرة لإقناعهم بالانخراط في دروس خصوصية لقاء مقابل مادي. وتابع زويتن أنه إلى جانب لجان المراقبة التي تتردد على المدارس الخصوصية، فإن المراقب الأول للعملية التقييمية لأداء المتعلمين يبقى أولياء أمور التلاميذ الذين يتابعون عن كثب مسار أبنائهم الدراسي، ويتحرون المصداقية والشفافية في عمل المؤسسة التعليمية، مضيفا أن هؤلاء الآباء كانوا سيكونون أول من يقوم بالانتقاد والاحتجاج إذا ما أحسوا بعدم الجدية في التعامل مع موضوع النقاط والتقييم. وأوضح زويتن أن النتائج التي حققها تلاميذ القطاع الخاص في امتحانات الباكالوريا هي نتيجة العمل المستمر للأطر التربوية والإدارية بالمؤسسات التعليمية الخصوصية، ومواكبة الأسر الدائمة لأبنائهم وبناتهم، وكذلك التوظيف الأمثل للزمن المدرسي، بحيث أن الدراسة بالخصوصي تبدأ قبل العمومي وتنتهي بعده، مشيرا إلى أن هذا المناخ هو ما يساعد التلاميذ على التفوق والحصول على نقاط عالية. وحذر المتحدث من إقدام البعض على تكريس ثقافة التمييز بين تلاميذ القطاع العام والخصوصي، الشيء الذي سيؤدي حسب رأيه إلى توسيع الهوة بين القطاعين، موضحا أن تلاميذ القطاعين هم تلاميذ المدرسة المغربية، ويتمتعون بكافة الحقوق والواجبات، وبالتالي فلا يعقل أن يتم التمييز بينهم.