استبشر متتبعو الكرة المغربية خيرا بعد اختيار حكيم زياش تمثيل المنتخب المغربي على حساب الهولندي السنة الماضية، بعد إقناع الزاكي للاعب خلال فترة إشرافه على المنتخب الوطني الأول. حط حكيم زياش رحاله بالمغرب وحمل قميص المنتخب الوطني لأول مرة تحت قيادة بادو الزاكي، ليبهر المغاربة منذ المباريات الأولى بالمهارات والتقنيات التي يزخر بها، لكن التساؤل الذي كان يؤرق جل المتتبعين هو هل سينجح في استغلالها داخل القارة السمراء، أم أن بريقها سيضيء لمدة قصيرة قبل أن يخفت؛ شأنه شأن العديد من الأسماء التي لم تعمر طويلا داخل قلعة المنتخب الوطني. لعل هذه النقطة كانت تشكل التخوف الوحيد للمتتبعين المغاربة، لكن استقدام المدرب هيرفي رونار ساهم في تغير العديد من المعطيات، سيما وأنه يفرض شروطا خاصة على لاعبي المنتخب لضمان بقائهم ولخلق مجموعة منسجمة داخل الملعب وخارجه. إلا أن لكل لاعب خصوصياته، هذا ما اتضح جليا في طريقة تجاوب زياش مع رونار، فبعدما لم يعتمد عليه خلال أولى المباريات وأقعده طويلا في دكة الاحتياط، طلب المدرب الفرنسي من لاعب الأياكس أن يتقرب بشكل أكبر من زملائه في المنتخب وأن يتحدث إليهم، غير أن اللاعب أجاب المدرب، حسب ما صرح به مدرب مغربي معروف بهولندا، دوفيكار، أنه اختار حمل قميص المنتخب المغربي للعب الكرة وليس للتحدث مع اللاعبين، مما أجج غضب رونار ودفع به لإبعاد زياش نهائيا عن المنتخب. لم يناد رونار على زياش خلال الكأس الإفريقية الأخيرة، واستطاع المنتخب أن يتأهل إلى الدور الثاني. إلى هنا لم يستشعر المغاربة غياب زياش، إلا أن تألق هذا الأخير في منافسات اليوروباليغ وقيادته للأياكس إلى المباراة النهائية بعد تقديمه للعديد من التمريرات الحاسمة؛ جعل الكل يعيد طرح السؤال للواجهة ويتمنى الاستفادة من موهبة تهدي شهدها في الوقت الحالي لفريقها فقط. وتشكل المباراة الودية القادمة أمام المنتخب الهولندي متم الشهر الجاري فرصة لتأكيد نية رونار في استعادة خدمات زياش، خصوصا مع الأخبار الصادرة عن تدخل مجموعة من الأطراف لإنهاء نزاع الطرفين، فهل ينهي رونار الخلاف وينادي على حكيم.. أم يطلق رصاصة الرحمة على اللاعب خصوصا وأن لاعبين جدد من الدوري الهولندي سيعززون صفوف المنتخب في المباراة؟