بات موضوع الدولي المغربي حكيم زياش أكثر تعقيدا من أي وقت مضى عقب رفضه تلبية دعوة الناخب الوطني هيرفي رونار للمشاركة في المباراتين أمام كل من هولنداوالكاميرون، إذ باءت محاولة المدرب الفرنسي تصويب الوضع بالفشل، لتصير إمكانية متابعة كل من رونار وزياش في منتخب واحد جد مستبعدة، رغم التطمينات الأخيرة لفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بكون أن عودة اللاعب إلى صفوف الفريق الوطني منتظرة وأكيدة. وكان الجمهور المغربي يعول كثيرا على خدمات النجم الصاعد في كرة القدم الهولندية، بعد تراجعه عن قرار تمثيل منتخب "الطواحين"، وتلبيته لدعوة الناخب الوطني السابق بادو الزاكي، حيث قدم لاعب أياكس أمستردام مستويات لا بأس بها خلال المباريات التي أجراها تحت إمرة الزاكي، قبل أن تتغير الأمور تماما مع قدوم الفرنسي هيرفي رونار في فبراير من العام الماضي. أولى شرارات عدم التفاهم ظهرت في برايا، في الرأس الأخضر، حين خالف هيرفي رونار التوقعات ودخل بتشكيل جديد خال من اسم حكيم زياش، الذي اكتفى بمتابعة اللقاء من المدرجات، وهو تقريبا نفس سيناريو لقاء العودة، الذي جرى بعد ثلاثة أيام من المباراة الأولى في المغرب، وعرف مشاركة زياش في الثلث الأخير من اللقاء، وسط استغراب للمتابعين وبداية ارتفاع الأصوات المطالبة ب"زياش"، قبل أن يخرج رونار لتوضيح الأمور ويعد اللاعب بدقائق أكثر من اللعب تماشيا مع طبيعة لعبه والخصوم المفترضين للفريق الوطني وكذا مكان إجراء هذه المباريات، مشيرا إلى أن زياش غير جاهز حينها للعب البدني القوي والاندماج مع طريقة اللعب في إفريقيا، حيث اللعب يعتمد بالأساس على الاندفاع والخشونة. حكيم زياش عاد للمشاركة أساسيا أمام كل من ليبيا وساو تومي وبعض المباريات الودية، الصيف الماضي، بعد أن ضمن الفريق الوطني تأهله إلى نهائيات "الكان"، لكنه ظل حبيس كرسي الاحتياط أمام الغابون على أرض الأخير، ضمن تصفيات "المونديال"، قبل أن يتغيب عن مباراة الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم أمام الكوت ديفوار، بداعي الإصابة، التي كانت نقطة التحول في علاقة اللاعب بالناخب الوطني، ذلك أن الأخير شكك في إصابة زياش، بعد أن خاض المباريات التي سبقت وتلت مواجهة "الأسود" و"الفيلة" دون أي إشكال. أزمة "قضية زياش" بلغت قمتها بعد أن أسقط هيرفي رونار اسم اللاعب من القائمة النهائية للمنتخب، المشاركة في نهائيات "كان" الغابون، ليضع المدرب الفرنسي بذلك نقطة نهاية "بشكل مؤقت" لعلاقته بلاعب "الأياكس"، لتظل مباراة 11 أكتوبر من العام الماضي أمام كندا آخر ظهور لزياش بقميص الفريق الوطني. وخرج فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لتفسير سبب استبعاد زياش عن الفريق الوطني، في حوار مع "هسبورت"، مارس الماضي، مرجعا الأمر إلى وجود لاعبين آخرين أكثر تجربة وخبرة مثل امبارك بوصوفة ويونس بلهندة، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن يتم الزج بزياش في مباريات المنتخب في ظل وجود الاسمين المذكورين. وأوضح رئيس جامعة الكرة أن موهبة زياش الكروية لا تناقش، غير أن ظروف المنتخب المغربي تختلف نوعا ما، مردفا "لعبنا في الغابون وكان زياش في مقاعد البدلاء، وكانت الأرضية سيئة جدا ما قد يلائم طريقة لعب حكيم، كذلك في الرأس الأخضر، تابع زياش المباراة من المدرجات لأن الأرضية والظروف لم تكن تسمح بإجراء مباراة جميلة". مَرّ "كان" الغابون وتلته وديتا تونس وبوركينافاسو، في مارس الماضي، واستمر غياب حكيم زياش، إلى أن قرر الناخب الوطني طي صفحة الخلاف موجها الدعوة إلى اللاعب للمشاركة في معسكر المنتخب الجاري حاليا في أكادير، حيث عاد لقجع، للتأكيد عبر "هسبورت"، أنه اتصل أخيرا باللاعب المغربي، حكيم زياش، في مناسبتين، للتأكد من الأخبار التي تناقلتها الصحافة الهولندية حول رفضه دعوة الناخب الوطني، هيرفي رونار، للمشاركة مع "الأسود" في ودية هولندا ومباراة الكاميرون. وأوضح لقجع أنه فهم من خلال طريقة حديث زياش، أنه ما زال لديه موقف تجاه عدم استدعائه للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت مطلع العام الحالي في الغابون، مردفا "شرحت له مطولاً أنه لاعب ذو مهارات فنية كبيرة، وأنه على المستوى الاحترافي توجد أمور تعد من الثوابت، كتلبية دعوة المنتخب، وهي قاعدة لا تقبل النقاش.."، قبل أن يتأكد ما لَمّح له رئيس الجامعة برفض زياش لدعوة المنتخب. قضية زياش المعقدة زادت تعقيدا برفضه تلبية نداء الوطن، وتفجرا بعد ما أحدثه "تجاوب" بعض لاعبي الفريق الوطني مع عينة من الجمهور، التي نادت باسم "زياش" خلال مباراة "الطواحين"، وما تلاه من تعليقات للناخب الوطني، الذي ربط عودة زياش إلى المنتخب بمغادرته لمنصبه، في إشارة واضحة إلى "يا أنا يا زياش". رئيس جامعة الكرة، المتدخل الوحيد في المنتخب الوطني الأول، بصفته رئيسا للجنة المنتخبات الوطنية، عاد ليؤكد أنه على تواصل دائم مع الدولي المغربي، وأنه متأكد من عودته لحمل قميص "الأسود" مجددا وقريبا، وهو ما قد لا يعدو كونه تهدئة للجمهور المغربي والرأي العام، حيث أعطى رونار تصريحا متزامنا مع تصريح لقجع يخير من خلاله محبي الكرة في المغرب بينه وبين زياش. وفي خضم تسارع الأحداث المرتبطة بحكيم زياش، تظل طريقة تعامل جامعة الكرة مع هذا الملف "الشائك" محل نقاش، فهل يصطف رئيس جامعة الكرة في صف الناخب الوطني كما فعل في وقت سابق، أم أن تصريحه الأخير، يحمل إشارات جديدة حول العلاقة المستقبلية بين رونار وجامعة الكرة، أو أن كلا من لقجع ورونار، سيعقدان ندوة خاصة لتوضيح الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش في وقت سابق، بما أن مدرب المنتخب قد أشاد بالمستوى الكروي لزياش.