بدعوة من المركز الفرنسي بالرباط ، حضر للمكتبة الوطنية مساء يوم الثلاثاء 25 أبريل الجاري الفيلسوف والكاتب الفرنسي إريك سادان، في جلسة محاورة مع المحلل و الطبيب النفسي المغربي جليل بناني في موضوع LA SILICOLONISATION DU MODE. اللقاء شكل فرصة للفيلسوف الفرنسي صاحب دراسة "وادي السيلكون" للحديث عن السطوة التي يمارسها وادي السيليكون على العالم اليوم، وتأثيرات الثورة الرقمية وتكنلوجياتها المتقدمة على البشر والمجتمعات. وشرح الفيلسوف الفرنسي بداية أن وادي السيليكون، الذي يستمد تسميته من مادة السيليكون الضرورية كأحد مكونات الصناعات الإلكترونية، يرتبط في المخيلة العامة اليوم بأنه المركز المحرّك لمسار التطور والتجديد الرقمي في العالم أجمع. سادان وخلال حديثه أوضح ان تدخل التكنولوجية بمختلف مناحي الحياة والنشاطات ستؤدي إلى رصد مختلف سلوك البشر، هكذا سيكون بمقدورها أن تقيم ما يسميه المؤلف "صناعة الحياة" الهادفة تحديداً إلى جني أكبر المكاسب من مختلف نشاطات الإنسان وتصرفاته. وبالتالي محاولة ممارسة الضغط المستمر على "القرارات الإنسانية" باسم البحث عن "افضلها". وما يعتبره المؤلف في عمقه نوعا من "نكران حق الحريّة الفردية". سادان ابرز مدى تدخل التكنلوجيا في الحياة الشخصية من خلال مثال ضربه حول وجود ميزان رقمي في البيت، بمجرد استعماله ووزن الخضر مثلا به، ترسل خصائصها الى عالم الإنترنيت: " بالتالي يصبح الجميع يعرف خصائص الخضر التي نتناولها". الدكتور جليل بناني، من جانبه صرح لموقع القناة الثانية باقتضاب قائلا: " الإنترنيت و مواقع التواصل الاجتماعية، جيدا جدا، لكن يجب التعامل معها بحذر، و تحت المراقبة الأبوية بالنسبة للأطفال، لكن الذي يجب ان يمارس هذه المراقبة او الرقابة، يجب هو نفسه ان يخضع لتكوين يؤهله لهذا العمل الدقيق جدا". اللقاء شكل فرصة للجمهور الذي تابع هذا الموعد للاطلاع عن تجربة الفيلسوف الفرنسي، الذي يعتبر من رواد دراسة آثار الثورة الرقمية، بعد ان نال شهرة عالمية عبر المحاضرات التي يلقيها في الجامعات ومراكز الأبحاث في مختلف مناطق العالم.