قال بدر بوماضي، نحال وصاحب شركة لإنتاج وتسويق العسل بجهة بني ملالخنيفرة، إن نسبة مهمة من خلايا النحل التي يتولى تربيتها اختفت فجأة خلال أيام معدودة فيما خلايا أخرى تسير في اتجاه الانهيار، ما تسبب له في خسائر مادية بالغة. وأوضح بوماضي أن النحل بدأ بالاختفاء بوتيرة متسارعة من منحله الذي يضم عشرات الخلايا، حيث اختفت منها 69 خلية دون سابق إنذار. ورجح ذات المتحدث أن يكون وراء الأمر عوامل بشرية لا سيما ما يتعلق بفرط استخدام المواد الكيماوية والأدوية خاصة المستعملة في القضاء على مرض الفاروا، وهو عبارة عن نوع من القمل يصيب خلايا النحل، مضيفا أن المناحل كانت تسير بشكل عادي قبل شهر من استخدام الدواء لكن الأمور بدأت بالتدهور مباشرة بعد الشروع في استعمال هذا الدواء، حيث أن المناحل التي لم تستعمل هذا الدواء ظلت في صحة جيدة. وأكد أن هذا التحليل يبقى مجرد اجتهاد شخصي منه وبحكم ممارسة المهنة لعدة سنوات، مشيرا إلى أنه لا يعرف السبب بصورة جازمة بالنظر لعدم وجود أي معلومات من الجهات المختصة لحدود الساعة، مستبعدا بالمقابل أن يكون للظاهرة علاقة بالعوامل الطبيعية كالجفاف أو التغيرات المناخية. وأضاف أن الظاهرة منتشرة بكثرة في جهة بني ملالخنيفرة، المسؤولة عن ثلث كميات العسل ومشتقاته المنتجة بالمملكة، لكن تم رصدها أيضا في جهات أخرى، مشيرا أن هذا سيؤثر على مصدر رزق فئة كبيرة من النحالين الذين باتوا حاليا لا يتوفرون على عسل من أجل تسويقه. وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) قد رصد ظاهرة اختفاء طوائف النحل عند بعض المربين ببعض المناطق واصفا إياها بالظاهرة غير المسبوقة. وأفاد المكتب في بلاغ أن النتائج الأولية للزيارات الميدانية المكثفة التي قامت بها الفرق التابعة للمصالح البيطرية الإقليمية لحوالي 23.000 خلية نحل بمختلف العمالات والأقاليم، خلصت إلى أن اختفاء النحل من المناحل ظاهرة جديدة تشمل بعض المناطق بدرجات متفاوتة. واستبعدت نتائج التحاليل المخبرية التي أجريت على خلايا النحل والحضنة، بأن يكون مرضا ما يصيب النحل هو الذي تسبب في حدوث ظاهرة اختفاء النحل في بعض المناطق، مشيرا إلى أن مصالحه تواصل القيام بالتحريات والدراسات الميدانية اللازمة بتنسيق مع مختلف المتدخلين من أجل معرفة الأسباب والعوامل المساعدة لهذه الظاهرة. وأشار إلى أن هذه الظاهرة التي تعرف أيضا "بانهيار خلايا النحل" قد لوحظت أيضا بدول أخرى بأوروبا وأمريكا وافريقيا. كما أن الأبحاث والدراسات التي تم إجراؤها في هذا الصدد ربطت هذه الظاهرة بوجود أسباب متعددة تتدخل فيها مجموعة من العوامل خاصة منها المرتبطة بالظروف المناخية كقلة التساقطات المطرية، والبيئية كقلة المراعي، والظروف المتعلقة بالحالة الصحية للمناحل والطرق الوقائية المتبعة.