يستغرب بعض مستعملي الإنترنيت، عند وجود إعلانات ذات صلة بما تحدثوا عنه مسبقا خلال مكالمة هاتفية، ما يدخلهم في حيرة، معتقدين أنهم تحت المراقبة. يتفق الجميع أنه لا وجود لمنتج مجاني، غير أن الأغلبية لا ينتبهون، أثناء تحميلهم لتطبيق مجاني، لشروط إنشاء حساب على منصات مواقع التواصل الإجتماعي، و غيرها من التطبيقات. تتضمن هذه الشروط، السماح لمدراء التطبيق بالولوج لبعض الخصوصيات، قصد استعمالها كمرجع لإبراز الإشهارات المناسبة، كسجل البحث بمحركات البحث، أو السماح بالولوج لإحدى آليات الهاتف، كالميكروفون و الكاميرا، و غيرها من الخصوصيات حسب نوعية التطبيق، و التي تكون مدونة في عقد الإشتراك عند إنشاء حساب ما. يعتبر الميكروفون أحد أكثر الآليات المدرجة في عقود الإشتراك، لهذا نجد إعلانات ذات صلة بما نتحدث عنه، غير أنه ليس كما يظنه البعض، وسيلة للتجسس، بل هو برنامج مصمم بأنظمة ذكية و متطورة، تقوم بتحديد الكلمات المسجلة عند مُسَيّري التطبيق، نأخذ على سبيل المثال تطبيقا لموقع تواصل اجتماعي يستعمل ميكروفونك، و هذا التطبيق يضع قائمة من المنتجات لشركائه، فعندما تذكر خلال مكالمتك اسم أحد هذه المنتجات، يتمكن النظام من تحديد هذه الكلمة رقميا، حسب النبرة و تذبذب الموجات الصوتية، و بالتالي يضع إعلانا لهذا المنتج على رأي قائمة الإشهارات التي تجدها و أنت تتصفح الموقع. كما سبق و ذكرنا، هذه ليست أنظمة للتجسس، بل محددات حسب نبرة الصوت و تذبذب الأمواج الصوتية، و هي مصممة بدقة و جودة عالية، فقط، من أجل تحديد الكلمات المتواجدة ضمن لائحة شركائها رقميا، أي أن النظام لا يفهم ما تقول، بل ينتظر تشخيص كلمة مدرجة في قاعدة بياناته.