رضا الخياري، أو كما يلقبونه عشاق الفوتسال، پوپينو Popeno، ازداد بمدينة القنيطرة، يوم 21 ماي سنة 1991، كبر و ترعرع بالأحياء الشعبية حيث استلهم عشق كرة القدم من دور الشباب و ملاعب القرب. بعد تجربة بكرة القدم رفقة نادي سبو القنيطري، التحق رضا بفريق أسود الخبازات لكرة القدم داخل القاعة، موسم 2011/2010، الحديث التأسيس، لينال إعجاب المتابعين و المنقبين، ليوقّع الموسم الموالي بفريق سيو للفوتسال، بعد أن لفت انتباههم بحبه لكرة الصالات و ارتياحه داخل القاعة، جاور الفريق لست مواسم متتالية، حينها، لفت انتباه مدرب المنتخب الوطني و ينضم للنخبة. بعد تجربته المطولة رفقة سبو و بلوغه نهائي كأس العرش لموسم 2016/2015، التحق الخياري بفريق المدينة العليا La ville haute، لثلاثة مواسم، حضر خلالها نهائي كأس العرش في مناسبتين متتاليتين، ثم جاور فريق دينامو القنيطري، موسم 2021/2020، لينضم لنادي لوكوس القصر الكبير الممارس بالقسم الوطني الأول للفوتسال. لتجربة الخياري رفقة المنتخب، طابع خاص، حيث ظل حبيس الدكة، خلف الحارس القيدوم، ربيع الزعري، حينها حقق لقب كأس إفريقيا 2016، إلا أنه رغم كونه حارسا بديلا، ظل جادا و مجتهدا خلال التداريب تحت إشراف مدرب الحراس، حكيم الدكالي. التأهل لمونديال كولومبيا 2016، كان مناسبة بمثابة تجربة جديدة لرضا، غير أن الفرصة للمشاركة، كانت على حساب زميله ربيع، الذي أصيب في المباراة الأولى ضد منتخب أذربيجان، إصابة على مستوى الرأس، تسببت في توقف مسيرته الدولية، أثر هذا الحادث المأساوي على جميع العناصر الوطنية، و استحضروا ذكرى مونديال التايلاند 2012، حين فقد الفريق الوطني، قبل أقل من شهر على انطلاق المونديال، لاعبين اثنين، إسماعيل الخياطي و أمين اليازغي، على إثر حادث سير، أصيب خلاله مجموعة من العناصر الوطنية بجروح متفاوتة الخطورة، على رأسهم الإطار الوطني، السيد هشام الدگيگ، الذي ظل بالمستشفى لأيام قبل انطلاق العرس الدولي، ليهز الرحال صوب التايلاند، على الأقل لمشاركة شرفية عوض الإنسحاب. إصابة الزعري بكولومبيا، أدخلت اللاعبين و الطاقم في حيرة و جعلتهم يتذكرون واقعة 2012، و بادر ذهنهم نفس السؤال، هل هي لعنة المونديال، أم أن المنتخب الوطني في طريق غير معبّد ؟ لبلوغ قمة الجبل، و الإستمتاع المنظر الجميل، لا بد من المرور بطرق وعرة، هذا ما حدث بالفعل، مشاركة شرقية ثانية بالمونديال، استمتع خلالها اللاعبون و أحرجوا المنتخب الإسباني المصنف الأول عالميا، رغم الخسارة بنتيجة 5/3. استمتع رضا كذلك، خاصة و أنها تجربته الأولى بالمونديال، و بالعزيمة و الإصرار، شائت الأقدار أن يحقق لقب كأس إفريقيا 2020، و الإحراز على جائزة أفضل حارس عن جدارة و استحقاق، و إلى جانبه ربيع الزعري، الذي أصبح يشغل منصب مدرب الحراس للمنتخب، زميل الأمس، أستاذ اليوم. لم تتوقف الإنجازات الجماعية، ولا الفردية، حيث حقق المنتخب لقب بطولة العرب لكرة الصالات بالقاهرة، بعد الفوز على البلد المنظم برباعية نظيفة، و نال پوپينو جائزة أفضل حارس بالبطولة. آمن الفريق الوطني بإمكانياته التقنية، و وضع أمامه هدفا جديدا، تقديم كل ما يملكون لكسر لعنة المونديال، بالإيمان و العمل الجاد، ذلك ما تحقق خلال مونديال ليتوانيا 2021، أداء و نتائج جد مشرفة، تجاوز المنتخب الوطني دور المجموعات عن جدارة و استحقاق، مما جعل كبار اللعبة يتأهبون لمولود عالمي جديد قادر على إخراجهم. لم يكن دور اليمن أقصى ما يتمناه اللاعبون، بل ضربوا المنتخب الڤينيزويلي بكل ما أوتوا من قوة، ليضربوا موعدا مع البرازيل في ربع النهائي، و بهدف يتيم غدر الدفاع المغربي، خرجت كتيبة الدگيگ مرفوعة الرأس من المونديال، حينها كان المنتخب الوطني مصنفا الرابع عشر عالميا، و جاور السبع الأوائل في تصنيف الفيفا في ربع النهائي. رفع الجميع القبعة لروح المنتخب الوطني و هزيمته لتحقيق أقصى ما يمكن و التفاني على أرضية الملعب، مما لفت انتباه كل المهتمين بالفوتسال، و على إثر هذا الإنجاز العالمي، صنف الموقع الاسباني الشهير المتخصص في الفوتسال(Futsal fans.es)، أفضل الحراس العالمين، من ضمنهم حارس عرين الأسود، رضا الخياري، أصبح پوپينو من بين خمسة حراس الأفضل عالميا، بعد أداء بطولي خلال مونديال ليتوانيا. يشهد العالم بكفائة الإطار الوطني، خبير الفيفا و أحد مكونيها للدول العربية و كذلك الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية، فصرامته و عقليته كانت الدافع الأول لتحقيق كل إنجازات المنتخب الوطني للفوتسال. و يعتبر رضا الخياري الفتى المدلل للمدرب، هذا إن دل على شيء، فهو أكبر دليل على أخلاق رضا و انضباطه داخل و خارج الميدان.