شكلت الاستراتيجيات الكفيلة بجعل القطاع السياحي يتجاوز الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19، موضوع ندوة افتراضية نظمتها مدرسة السياحة "أوستيليا" بالرباط. ودعت المستشارة في مجال تدبير المداخيل، زينب الجابري، خلال مداخلة لها، أرباب الفنادق إلى مراجعة المعايير العملية والاستراتيجيات التعريفة، وكذا إلى إعادة صياغة العرض التجاري، من أجل الاستعداد إلى إعادة افتتاح في أحسن الظروف. وأضافت أن الأمر يتعلق بإعادة التموقع على نحو صحيح بالسوق المحلية بالنظر لمتطلبات الزبناء المغاربة، الذين سبق لعدد كبير منهم السفر إلى الخارج. وأكدت على ضرورة إستعادة جاذبية القطاع الفندقي بالنسبة للمستخدمين، من خلال اعتماد تدبير أكثر ملاءمة بغية جعل العاملين في الفنادق لا يفكرون في مغادرة مؤسساتهم. واعتبرت الجابري أن الأمر يتعلق أيضا باستعادة الثقة داخل القطاع، وذلك بعد فترة صعبة بالنسبة للمستخدمين، تميزت بتوقف شبه تام للنشاط، مع ما ترتب عن ذلك من إحالة الكثيرين على البطالة. من جهته، قال محمد الداودي، مدير عام أحد الفنادق التابعة لمجموعة "أطلس هوسبيتاليتي"، إن أرباب الفنادق مدعوون إلى تقليص نفقاتهم إلى الحد الأقصى، دون المس بجودة الخدمات المقدمة، وذلك من أجل تخفيف الآثار السلبية للأزمة الصحية. وأضاف الداودي أن هؤلاء الفاعلين مدعوون أيضا إلى تنويع خدماتهم والبحث عن فرص جديدة، من قبيل تنظيم المؤتمرات وأنشطة الاستجمام ( SPA ) لزيادة مداخيلهم. وشدد الداودي على ضرورة الحرص على جودة الخدمة لتحسين صورة القطاع، مشيرا إلى أن "السياحة الداخلية يجب أن تدمج بشكل دائم في مقارباتنا التجارية مستقبلا، بالنظر لمساهمتها في جعل القطاع أكثر مرونة". وحث الخبير في التسويق الفندقي والاستراتيجيات الرقمية، أسيل البرنوصي، بجعل تجربة الزبون أكثر سلاسة، سواء على المستوى الذاتي أو الرقمي، داعيا أرباب الفنادق إلى الاستلهام من الممارسات الدولية الجيدة من أجل إرضاء الزبائن على نحو أفضل. وشدد أيضا على ضرورة الاستعانة بالوسائل الرقمية لخلق مرونة أكبر في بيئة متقلبة، مشيرا إلى أنه يتعين على أرباب الفنادق اتخاذ مواقف استباقية وتفاعلية بهدف تحقيق التعافي بشكل أسرع. وتعد "أوستيليا الرباط" مدرسة دولية للتدبير في مجال السياحة والفندقة متخصصة في تكوين المديرين والرواد في صناعة السياحة والفندقة، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.