أبرز الخبير في مجال التواصل السياسي، محمد القوضاضي، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال خطاب جلالته السامي إلى الأمة بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، جدد التأكيد على ثبات مواقف المملكة المغربية بخصوص قضاياها العادلة، التي هي من ثوابت الأمة، وجنوحها الدائم للسلم وللحوار البناء. وأكد الخبير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن خطاب جلالة الملك أبان كعادته، والمغرب يحتفل بذكرى المسيرة الخضراء السلمية، عن وضوح مواقف المملكة بخصوص وحدتها الترابية وأسلوب دبلوماسيتها الرصينة وتمسكها بالشرعية الدولية وبالحل السلمي المتفاوض بشأنه لهذا النزاع المفتعل، معتبرا أن هذا الخطاب يؤسس لمرحلة جديدة تنهي ازدواجية وغموض مواقف الشركاء بشأن الصحراء المغربية. وقال القوضاضي "خطاب جلالة الملك كان مقنعا وجادا وصريحا، وكرس انفتاح المغرب على محيطه الإقليمي والقاري، خطاب مفعم ببعد إنساني يجنح للسلم والأمن ويؤكد على استقرار المنطقة وعلى أهمية نهضتها". وأوضح الخبير أن جلالة الملك ركز في خطابه على البعد التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة باعتبارها فضاء مفتوحا للتنمية والاستثمار الوطني والأجنبي، معتبرا أن "الصحراء المغربية قنطرة اقتصادية بين أوروبا وأفريقيا، وفضاء تنموي جديد لكل القارة الإفريقية". وخلص إلى أن خطاب جلالته يجسد بوضوح انتقال مقاربة المملكة لهذا النزاع المفتعل من استكمال الوحدة الترابية، من خلال المسيرة الخضراء المظفرة، إلى استكمال مسار التنمية المتواصلة للأقاليم الجنوبية للمملكة بفضل التطورات الإيجابية التي عرفها هذا المسلسل خلال الأشهر الماضية. في هذا الصدد أشار إلى أن المنطقة تعرف نهضة تنموية شاملة، من بنيات تحتية، ومشاريع اقتصادية واجتماعية بفضل المشاريع المتعددة التي أطلقتها المملكة، ولاسيما النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، معتبرا أن الأقاليم الجنوبية صارت بالفعل قاطرة لتنزيل الجهوية المتقدمة، بما تفتحه من آفاق تنموية، و مشاركة سياسية حقيقية.