أكد المحلل السياسي، عبد الحفيظ ولعلو، أن الخطاب الملكي، الذي وجهه الملك محمد السادس للأمة، بمناسبة الذكرى ال46 للمسيرة الخضراء المظفرة، اتسم بالوضوح والالتزام والحزم في المواقف المبدئية للمملكة. وقال ولعلو، وهو نائب رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن الخطاب الملكي السامي كان "مركزا وحمل رسائل عميقة سياسيا ودبلوماسيا، بحكم أنه فتح آفاقا رحبة للمستقبل، وذكر بالمواقف المبدئية للمملكة المغربية والتزامها بالشرعية الدولية وبالحل السياسي والسلمي للنزاع المفتعل بمنطقة شمال إفريقيا".
وأضاف أن جلالة الملك شدد على أن "المغرب لا يتفاوض على صحرائه بل يعمل جاهدا من أجل إيجاد حل سلمي لهذا النزاع المفتعل"، مؤكدا جلالته في هذا الصدد أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يبقى من المواقف التي يعتز بها جميع المغاربة.
وأشار ولعلو إلى أن الخطاب الملكي ذكر بالتطورات الإيجابية التي تعرفها القضية الوطنية، ومنها أساسا إعادة تأمين معبر الكركرات يوم 13 نونبر من السنة الماضية، ومبادرة عدد من الدول الشقيقة من إفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية بفتح قنصليات لها بمدينتي العيون والداخلة.
وقال في هذا الخصوص إن "هذه التطورات الإيجابية التي تعرفها القضية الوطنية، تؤكد مرة أخرى الحقيقة الثابتة لمغربية الصحراء انسجاما مع التزام المملكة بالمرجعية الأممية التي صاغها مجلس الأمن منذ سنة 2007 والتي تأخذ بعين الاعتبار مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية".
ومن بين النقط التي حرص جلالة الملك التأكيد عليها، يضيف ولعلو، هناك المقاربة التنموية التي ينهجها المغرب بكل نجاعة في أقاليمه الجنوبية التي باتت تشهد منذ إطلاق النموذج التنموي لهذه الربوع من المملكة، قبل 5 سنوات ميلاد مشاريع مهمة ذات بعد اقتصادي واجتماعي وثقافي ورياضي وبيئي مما جعلها قبلة لتدفقات الاستثمارات الوطنية والأجنبية والمشاريع الكبرى.
وموازاة مع هذا المجهود التنموي، يؤكد ولعلو، شدد الخطاب الملكي على أهمية تمسك ساكنة الصحراء المغربية وتشبثهم الدائم بالوحدة الترابية والوحدة الوطنية وتجلى ذلك من خلال مشاركتهم الواسعة في استحقاقات ثامن شتنبر الماضي إلى جانب مساهمتهم كذلك في إنجاح ورش الجهوية المتقدمة التي ستعود بالنفع على كافة الأقاليم الجنوبية وعلى باقي جهات المملكة.