أكد المحلل السياسي والأكاديمي لحسن أقرطيط أن النظام الجزائري مطالب "بتحمل تبعات قراره غير المسؤول والمتعلق بعدم تجديد اتفاق خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي"، موضحا : "القرار يأتي في سياق حساس جدا بالنسبة لأوروبا بالنظر لأزمة الغاز التي تعيشها حاليا". وأوضح أقرطيط أن أوروبا "تعيش اليوم أزمة طاقة نتيجة الخلاف الأوروبي الروسي حول استراتيجية شركة غازبروم الروسية، والمتمثلة في رهن الأمن الطاقي الأوروبي بروسيا، إذ أن هذه الأخيرة تعد أحد أكبر مزودي الغاز الطبيعي في أوروبا"، مضيفا : "هذه الاستراتيجية لم تعد تعتمد فقط على المفاوضات حول إنتاج وضخ الغاز الروسي لأوروبا وفق قانون العرض والطلب بل انتقلت خارج الحدود الروسية للضغط من جهة على الدول التي يمكن أن تشكل منافسا للغاز الروسي وخصوصا الحلفاء، ومن جهة أخرى عبر سياسة روسية شاملة تطال كل ممرات ومناطق إنتاج النفط بهدف رهن الاقتصاد الأوربي بروسيا وذلك لتحقيق أهداف جيوسياسية". وأشار أقرطيط في تصريح لموقع القناة الثانية أن "الجزائر، ومن خلال محاولاتها العدائية والاستفزازية تجاه المغرب، وجدت نفسها في قلب الاستراتيجية الروسية، وبالتالي في مأزق المواجهة مع الأوروبيين"، مؤكدا أن هذا المأزق عبرت عنه "تصريحات السفير الجزائري لدى بروكسل المناقضة تماما لكل التبريرات التي كررتها الخارجية والرئاسة الجزائريتين خلال الأشهر الماضية والتي توجت بقطع العلاقات مع المغرب". * اغلاق أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي..الجزائر تتهرب من تحمل المسؤولية وتقدم تصريحات متناقضة وأضاف أقرطيط أن تصريحات السفير الجزائري "والتي قال فيها أن المغرب لم يعطي أي مؤشر من أجل التفاوض حول تجديد عقد أنبوب الغاز خلافا للجزائر وإسبانيا، هو محاولة هروب إلى الأمام للتملص من المسؤولية بعدما اتضح للأورويين أن رفض التمديد من طرف الجزائر هو قرار أرعن يجازف بمصالح الأوربيين، خاصة بعدما بدأ يتضح أن معدل تدفق الغاز نحو البلدان الأوروبية لا يطمئن وأن 0حتياجات هذه البلدان تتضاعف خلال فصل الشتاء". يشار إلى أن قرار عدم تجديد اتفاق خط أنبوب الغاز المغاربي- الأوروبي الأحادي الجانب من طرف الجزائر أثار جدلا في أوروبا حيث اعتبره برلمانيون أوروبيون بأنه "ابتزاز غير مقبول"، وهو ما جعل الجزائر تحاول التهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على المغرب. وكانت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرة قد أكدت في وقت سابق على أن المغرب مع الحفاظ على خط أنابيب الغاز المغاربي – الأوروبي، مشيرة إلى أن "إرادة المغرب للحفاظ على هذا الخط لتصدير الغاز تم دائما تأكيدها بوضوح وعلى جميع المستويات منذ أكثر من ثلاث سنوات". وأكدت بنخضرة أن خط أنبوب الغاز المغاربي - الأوروبي، الذي دخل الخدمة منذ 25 سنة يمثل اداة رائعة للتعاون رابح-رابح ونموذجا لمشروع اقليمي مهيكل ومفيد للجانبين.