قال الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعة البترول والغاز، إن القرار الأوحادي الجانب الذي اتخذته الجزائر بعدم تجديد عقد تزويد أوروبا بالغاز عبر خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، "لن يؤثر على التأمين الطاقي للمغرب"، مضيفا في حوار له مع موقع القناة الثانية، ضمن فقرة "3 أسئلة"، أن هذه "الخطوة ستكلف الجزائر خسارة في عدة مداخيل كانت ستوفرها من خلال مبيعات الغاز خاصة في ظل ارتفاع أسعار الغاز على المستوى العالمي". نص الحوار ... هل ترى أن قرار الجزائر بعدم تجديد عقد تزويد أوروبا بالغاز عبر خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، يمكن أن يؤثر على المغرب في التزود بالطاقة؟ هذا القرار أثره جد ضعيف على المغرب، حيث أنه لن يؤثر على التأمين الطاقي للمغرب، لأنه يعتمد في طاقته على التنوع والمرونة. فالمملكة تستمد مصادر طاقها من الطاقات المتجددة، التي أنجزت فيها مشاريع واعدة وأخرى في طور التنفيذ، ثم طاقة الفحم الحجري، والطاقة البيترولية وأخيرا الغاز هو ونوعين ذاك الذي كان يمر عبر الأنبوب المغاربي ويتم استغلاله في إنتاج الكهرباء بنسبة تقدر ب 5 بالمائة، وغاز البوتان المستورد عن طريق البواخر. الخاسر الأول من هذه الخطوة هي الجزائر، إذ سيكلفها خسارة عدة مداخيل كانت ستوفرها من خلال مبيعات الغاز، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الغاز على المستوى العالمي، ثم الخاسر الثاني هي دول الاتحاد الأوروبي والتي تبين لها أنها تتعامل مع شريك غير موثوق به. المغرب له مشروع طموح في الشبكة الغازية، فقد ربح أنبوب غاز بطول 550 والذي يربط شمال المغرب بشرقه، في انتظار الربط الثاني للشمال بالجنوب في إطار مشروع البواخر العائمة الذي يقترب من تنفيذه لضمان المغرب حاجياته من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى مشاركة المملكة في عدة مشاريع التنقيب عن الغاز الطبيعي. في نظرك في ظل هذا القرار، ماهي البدائل الممكنة التي سيلجأ إليها المغرب لتعويض الغاز الجزائري؟ ومن هي الأسواق التي سيتعامل معها المغرب؟ المغرب لديه بدائل متنوعة لإنتاج الطاقة الكهربائية، لذلك فإن الوضع متحكم فيه، ومن الخيارات المطروحة يمكن الاعتماد على الفحم الحجري والطاقات المتجددة والفيول الصناعي لتأمين والتوفير الحاجيات من الطاقة، وتنمنى هذه السنة أن تسجل بلادنا تساقطات مطرية مهمة حتى ترتفع الطاقة الهيدروليكية(طاقة كهرمائية) ستعوض بكثير الغاز الجزائري. بالنسبة للأسواق التي يمكن أن يتعامل معها المغرب فإنه سيتزود حاجياته من الغاز بالاستيراد من أمريكا ودول الخليج، فالمغرب له تجربة في هذا النطاق حيث وصل معدل استيراده لغاز البوتان من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى 2.5 مليون طن في السنة. ما مصير المحطتان اللتان تشتغلان بالغاز الجزائري ويتعلق الأمر بمحطتي عين بني مطهر وتحدارت؟ من ضمن الخيارات لضمان استمرار تشغيل هاته المحطات المذكورة، سيلجأ المغرب إلى التدفق المعاكس للغاز عن طريق استغلال أنبوب الغاز الرابط بين المغرب واسبانيا باستيراد الغاز منها، وذلك إذا تم التوصل إلى اتفاق مع اسبانيا أو الاتحاد الأوروبي، كما يمكن استغلال احتياطات المغرب من الغاز ضمن الاستكشافات، وأيضا تنزيل مشروع البواخر العائمة لمواصلة عمل محطتي عين بني مطهر وتحدارت.