"القناع" عمل مسرحي جديد لفرقة مسرح "أكوراريوم" يتخذ من نصوص متفرقة ومن المجسمات والموسيقى مادة له، للتأريخ لأحداث عنف دامية مضت والسخرية منها، ولتحكي الأقنعة باسم شخصيات وهمية وحقيقية، ما اقترفه الانسان من فظاعات، في قالب هزلي رغم قساوة الفكرة. خلال ساعة وربع، زمن العرض المسرحي المقرّر مساء غد الخميس على الساعة السابعة مساء بمسرح محمد الخامس بالرباط، يكشف مسرح الأكواريوم، أنه ستتم طيلة هذا الزمن السخرية من كل تجليات العنف الكامنة فينا، عبر نصوص لكتاب وكاتبات من المغرب وخارجه، تتحدث فيها الأقنعة. شخصيات عمل المسرحية التي أخرجتها نعيمة زيطان، وشارك في تشخيصها جميلة الهوني وبشرى شريف وعادل أبا تراب، تدرك أن الوقت قد حان كي تنزع القناع لتتعرف من جديد على آدميتها، بالتالي يبدأ العرض بمونولوج إحدى شخصيات إيبسن النسائية، التي تحكي عن الليلة التي قررت فيه مصيرها، مواجهةً الحياة.. عندما قالت "أنا لست دمية، وهذا ليس بيتي", هذه الصرخة في وجه زوجها، ومن خلاله لكل العالم، تعتقدها قد امتدت لكل النساء عبر مسارح العالم، وتراها قد بلغت بغداد، ودمشق، و بيروت، و الرباط.. لتصل إلى نساء نزعن أقنعة الخنوع والذل والخوف، نساء ركبن الحلم و الأمل ثم سافرن في الزمن.
وجاء في تقديم المسرحية، أننا "نرتدي القناع لنبوح، لنكذب، لنتجمل، لنتعدد، لنفاجئ كل الأشياء من حولنا، الفضاءات، الأزمنة، الأشخاص.. هكذا حالنا، نرتدي الأقنعة، ونتبنى الأشكال، ثم نحدد الأهداف". هذا الأكسسوار الضارب في التاريخ، ارتاده الانسان، حسب النص التقديمي علّه يقترب من الاله، عندما شك أن الذات في حقيقتها، لا ترقى لملاقاة الله. ثم استعان به المشخص حين أدرك أن حجمه صغير مقارنة بالشخصية وبالجدارات والأعمدة التي أبدعتها يده. ارتداه كي يقنع نفسه أولا، والحضور ثانيا، كي يكتسب بعضا من المصداقية في الفعل والقول. وأورد كذلك "اليوم نرتديه، يتغير بنا ومعنا كالحرباء، يرتديه البعض ليتحولوا إلى كائنات عنيفة مغتصبة يرتديه البعض الآخر، كي يغرق محطة قطار أو قاعة مسرح ببركة دماء تعلن انفجار أشلاء ارهابي جاء من اللا تاريخ." ارتداه القناصون عندما تسلقوا سطوح العمارات والبيوت الصغيرة الفقيرة، كي يردوا عدوا وهميا قتيلا، ارتداه الشباب عندما قرروا الرحيل نحو وجهات مجهولة، وجعلوا من البحر صديقا يجب الاحتياط منه، حلموا بوطن آخر. فوجدناهم موتى على شط ما، انمحت بعض ملامحهم.