مسرحية "ديالي" لمخرجتها نعيمة زيطان، تأبى إلا أن تستمر موضوعا للجدل داخل الساحة المسرحية المغربية بعد أشهر من عرض فرقة "أكواريوم" لأولى مشاهدها. المسرحية التي جاءت نتيجة ورشات استماع لنساء مغربيات، مدة سبعة أشهر، من طرف الشابة مها سانو و التي تتناول تَمَثٌل هؤلاء النسوة لجهازهن التناسلي، لم يتم برمجتها في الدورة الخامسة من مهرجان "مسرح و ثقافة" بعد سابق اتفاق، لأسباب تشرحها نعيمة زيطان، مخرجة المسرحية في الحوار الذي جمعها بهسبريس. هل صحيح أن مسرحية "ديالي" منعت من العرض في فعاليات الدورة 5 من مهرجان "مسرح و ثقافة"؟ أسرد عليك القصة كما عشتها كمخرجة للعمل، بعد نقاشات عدة بين فرقة مسرح "الأكواريوم" و مؤسسة "الفنون الحية"، الجهة المنظمة للمهرجان، تَم الاتفاق على برمجة عرض مسرحية "ديالي" ضمن العروض المبرمجة في إطار الدورة الجديدة من المهرجان، على أساس أن يكون العرض يوم 16 أبريل. بعثنا، وفق لما اتفق عليه مع المنظمين بالوثائق الضرورية ( صور، ملخص، ملصق...) لاستعمالها في الوسائل التواصلية للمهرجان. لكننا توصلنا بعد ذلك ببرنامج المهرجان عبر البريد الخاص بالسيد نور الدين عيوش ، لا يَرِدُ فيه اسم فرقة "الأكواريوم" و لا عرضها المسرحي "ديالي". إستفسرتْ السيدة نعيمة أولمكي، المكلفة بالعلاقات العامة في فرقتنا المسرحية، عن الموضوع، فأجابها السيد فيجاجي، المكلف بالبرمجة داخل المهرجان، بجواب مفاده أنه مستاء و متذمر جدا من هذا الأمر، موضحا أنه بذل كل ما في جهده لبرمجة عرضنا غير أن جهة ما داخل مدينة الدارالبيضاء رفضت العرض، ثم تقرر العرض في مدينة الجديدة، لكن الجواب كان قطعيا: لا لبرمجة مسرحية "ديالي" في الجديدة! هل حدد المنظمون هوية الجهة التي تحارب عرض مسرحيتكم؟ اتصلت شخصيا بالسيد نورالدين عيوش، وجدته في اجتماع، ليعاود الاتصال بي في الغد، بعد اتفاق مسبق على ذلك، طلبت منه بعض التوضيحات، فكان جوابه في البداية أن ميزانية المهرجان لا تسمح ببرمجة عدة عروض لذلك تم تقليص عددها هذه السنة، قبل الالتجاء لعذر آخر مفاده أنه أرسل لجنة لمعاينة العرض واستنتج من خلال تقريرها أن المسرحية لا تتناسب و شعار المهرجان الذي هو " التسامح" و محاور الدورة المرتكزة على "المرأة" بالإضافة إلى "حرية التعبير" و زاد على ذلك بالقول أن اللجنة رأت أن العرض فخلصت إلى أن الإخراج لا يرقى إلى مستوى العروض المبرمجة، لذلك سيتم برمجته خارج المهرجان في الأشهر القادمة. إذا كانت لجنة انتقاء العروض قد زارتكم فمن حقها أن تقيم مدى تلاؤم عرضكم مع معايير المهرجان؟ كيف للجنة لم نراها قط رغم معرفتنا بأعضائها و رغم جمهور العروض المضبوط بحكم التذاكر التي نبيعها في عين المكان، نظرا لصغر القاعتين التي نلعب فيهما (قاعة المعهد الفرنسي و مقر مسرح "الأكواريوم")، أن تعاين عرض "ديالي" الذي لم يرقها ثم تحدد تاريخ مشاركتنا في المهرجان و تطلب منا الوثائق المتحدث عنها سالفا. هناك تناقض ملموس بين مبرراته و المبررات التي وافانا بها السيد فيجاجي. هل واجهت عيوش بما تعتبرينه تناقضا؟ طبعا، عيوش أجاب بالقول أنه غير مسؤول عن البرمجة ،وأن فراضية الضغوطات قد تكون واردة.... بعد ذلك، زف لي بشرى برمجة العرض خارج المهرجان في الشهور المقبلة. نور الدين عيوش معروف بدفاعه عن قيم الحداثة و من الصعب إلغاء عرض لمجرد تناوله المسرحي للجهاز التناسلي للمرأة داخل تظاهرة يشرف عليها الرجل؟ العرض تم إلغاؤه، هذا واقع و أنا نصحت عيوش بأن لا يركب فوق صهوة شعارات لا يستطيع الدفاع عنها عندما تأتيه إملاءات المنع من جهة غير معلومة. هؤلاء الذين أصدروا أوامرهم عليهم أن يعرفوا أن عيوش برمج عرضا شبيها ب"ديالي" في المسرح الوطني محمد الخامس بمناسبة إحدى دورات المهرجان و صعد الرجل المنافح عن قيم الحداثة شخصيا لخشبة المسرح يقدم لنا مسرحية "مونولوج المهبل"، الفرق الكامن هو أن عرض "المهبل" يعود لفرقة من لبنان أما نحن فبنات هذا الوطن، مع العلم أن عرضنا استوحى النص من شهادات حية لنساء مغربيات في إطار ورشة دامت سبعة أشهر و لم يتم اقتباسه عن النص الأصلي. تيمة المهرجان هي "التسامح" و "ديالي" لا تمس الموضوع بشكل مباشر فلما كل هذه القسوة على صاحب المهرجان؟ بعد هذه التجربة، لم يعد يشرفني أن أتعامل مع السيد عيوش و مؤسسته مادام لا يستطيع الدفاع عن عمل يصب في عمق الشعار الذي يحمله مهرجانه.. عملنا يحارب من كل الجهات و حاربه اليوم رجل يدعي تبني قيم الحداثة و الدفاع الحق في حرية التعبير. هذه الحادثة دفعتني لأخبار السيد عيوش هاتفيا أن دليل الرجل المحافظ فيه هو عدم برمجة نعيمة زيطان أو أسماء هوري أو لطيفة أحرارأو سليمة بن مومن و غيرهن كثر.. و هو الذي خط شعار "المرأة" في برنامج مسرحي ، نجد فيه أسماء مخرجين رجال فقط. هل ستتعاملين مع مؤسسة "الفنون الحية" في القادم من المبادرات متى انتفت أسباب التوتر؟ أرفض أن يبرمج عرضي المسرحي من طرف هذه المؤسسة، لأنه ببساطة لا يشرفني التعامل معها، و هذا ما أخبرت به السيد عيوش قبل اضطراري لقطع الاتصال الهاتفي خوفا من أن يدفعني غضبي الى قول أشياء قد لا تروقه، مع ذلك مرحبا بضيوفه الكرام في المغرب و لينعموا بالمال العمومي الذي يحرم منه الفنانون المغاربة مع دعواتي بالتوفيق للفرق المغربية المشاركة و فرجة ممتعة للجمهور.