قد تنجح بعض الأعمال الفنية في اختراق فكر الطابوهات، وكسر ساق العادات، في أماكن عامة، وإن لم تكن فضاءات شاسعة المساحة، أمام جمهور يتوق إلى التحرر من قيود الممنوع، لكن هل تنجح هذه الأعمال في اختراق القضبان لتحلق بفكر نساء سجينات خلف أسوار وقضبان عتيدة؟ هذا شأن مسرحية «ديالي» التي أثارت جدلا واسعا بتناولها الجهاز التناسلي للمرأة موضوعا، والتي تستعد مخرجتها نعيمة زيطان لعرضها هذا الأسبوع بسجن سلا، في الجناح الخاص بالنساء، قبل أن تطير إلى تونس، نقطة اشتعال «الربيع العربي»، للمشاركة في مهرجان قرطاج للمسرح، حسب ما جاء في حديث جمع «اليوم24» بالمخرجة. نعيمة زيطان، التي تشتغل إلى جانب فرقة أكواريوم المسرحية، التي شخصت مسرحية «ديالي»، المقتبسة من المسرحية الأمريكية «مونولوغ المهبل»، صرحت ل«أخبار اليوم» بأنها بصدد الاشتغال على عمل مسرحي جديد، مقتبس من الريبيرتوار المغربي، وهو نص حسن المنيعي «سلطان الطلبة» الذي ستخرجه بأسلوب جديد. وإلى جانب ذلك، تشتغل نعيمة زيطان مع فرقة أكواريوم على تحضير عملين مسرحيين قصيرين نهاية كل شهر، يشكلان حصيلة فكرة مسرح المنتدى على مدار السنة، آخرهما كانا نهاية شهر أكتوبر المنصرم، وهما مسرحيتا «الميني» و«الحكرة»، تناولتهما مائدة مستديرة تنظم في الرباط، تضم متخصصين في موضوع «المرأة في الفضاءات العمومية». هذه المائدة، تقول نعيمة زيطان، «تهتم بالمرأة، وبكل المستجدات التي تخصها في الساحة المغربية، إذ ننتقي في كل شهر موضوعا جديدا يتماشى وما يروج في المغرب لنتدارسه بعد ذلك حول مائدة مستديرة، قبل أن نمر إلى ورشة للكتابة لننجز من خلالها سيناريوهين لعملين مسرحيين». وتعمل زيطان رفقة طاقم المنتدى سالف الذكر على موضوع جديد للشهر الجاري، هو «الحق في الولادة والحق في الإجهاض»، ليكون عنوان طاولة مستديرة سيشارك فيها حسن الشرايبي وابتسام لشكر وآخرون لإفراز مسرحيتين جديدتين. ويجسد أدوار هذه الأعمال المسرحية، التي تُخرَج نهاية كل شهر، مجموعة من الممثلين، بينهم فريدة بوعزاوي وثورية بنبراهيم، ورضى بلغيم، وعادل الوشكي، بالإضافة إلى شيماء الجبيري وسناء محي الدين وآخرين، ضمن طاقم يشتغل على مدار السنة. وكانت نعيمة زيطان قد أنهت، مؤخرا، جولة في ست مدن بإيطاليا عرضت من خلالها مسرحيتها «طاطا امباركة»، لفائدة الجالية المغاربية هناك، بتنسيق مع عدد من الفاعلين والجمعيات في إيطاليا، وبدعم من وزارة الثقافة المغربية، وهي العروض التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، بسبب الخصاص النوعي في مثل تلك العروض بدول المهجر، تقول نعيمة زيطان. يذكر أن مسرحية «ديالي» ترمي، حسب ما أدلت به مخرجتها زيطان، إلى تسليط الضوء على التربية التقليدية التي لا ترتكز على تربية علمية، والتي تخلق حاجزا بين الفرد وجسده، وخاصة لدى الأنثى في مجتمعنا، وهي المسرحية التي اعتبرها بعض النقاد تمردا سلبيا في الوقت الذي لاقت فيه إعجاب آخرين لجرعات الجرأة العالية التي اتسمت بها.