يعرف شهر أكتوبر الجاري ب "أكتوبر الوردي" من أجل توعية النساء بمرض سرطان الثدي، وذلك لتجنب الإصابة بهذا المرض، وفي هذا السياق، أكد البروفيسور، الحبيب فوزي، أخصائي في علاج أمراض السرطان، على أهمية التشخيص المبكر للمرض في العلاج النهائي من المرض، وأضاف في حوار له مع موقع القناة الثانية، ضمن فقرة "3 أسئلة" أن 44 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا ومن بين هذه السرطانات، يمثل سرطان الثدي نسبة 25 بالمائة. نص الحوار ... شهر أكتوبر خُصص للتحسيس والتوعية بمرض سرطان الثدي، هل أثرت جائحة كورونا على مرضى السرطان في الوصول إلى الخدمات الصحية؟ بالفعل، جائحة كورونا أثرت على مرضى السرطان، لأن المريض يحتاج إلى متابعة علاجه بانتظام، لكن مع الأسف عند حلول هذا الوباء فإن وتيرة تلقي مرضى السرطان للخدمات الصحية تعثر بعض الشيء، ولاحظنا في هذين سنتين أن بعض النساء اللواتي اكتشفن إصابتهن بالسرطان في مراحله الأولى إلا أنه مع الوباء تطور المرض عندهن إلى مراحله الثانية أو الثالثة، وهذا الأمر يشمل دول عالمية كذلك. الملاحظ أن الكشف المبكر عن السرطان عند النساء تراجع في ظرفية الوباء، بحكم الإجراءات التقييدية وتدابير الإغلاق وتخوف هؤلاء المرضى من التقاط عدوى وباء كورونا حين الذهاب لتلقي العلاج من مرض السرطان.
هل تتوفرون على أرقام وإحصائيات حول عدد المصابين بمرض السرطان بالمغرب؟ وفقًا للإحصاءات الدولية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإنه يمكن أن يصاب 1 بالمائة من سكان العالم بالسرطان. في المغرب يمكننا إحصاء 44 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان تسجل سنويا، ومن بين هذه السرطانات يمثل سرطان الثدي نسبة 25 بالمائة، أي امرأة واحدة على 8 معرضة للإصابة بالسرطان. ويعد سرطان الثدي هو السرطان الأول عند النساء مقارنة بسرطان عنق الرحم الذي يأتي في المرتبة الثانية في ترتيب السرطانات.
هل تحسنت معدلات النجاة من سرطان الثدي في المغرب؟ لحسن الحظ، هناك تحسن كبير في نتائج العلاج من سرطان الثدي، فقبل 30 سنة، كان تشخيص مرض السرطان شبه غائب بحيث أن الأمراض المعروفة آنذاك كانت مقتصرة على الأمراض التعفنية كالسل، بالإضافة إلى أن عدد الأطباء في تلك الفترة كانوا جد قليلون بالمغرب يصل إلى ستة أطباء سنة 1990، اليوم ارتفع إلى العدد إلى أكثر 200 طبيا. التحسيس والتوعية بداء السرطان أعطى نتائجه في السنوات الأخيرة، حيث كان هناك ارتفاعا ملحوظا في سرطان الثدي لدى النساء، حيث كان يتجاوز الورم 10 سم، اليوم تقلص حجم الورم إلى 3 سم يهم 60 بالمائة من النساء بفضل التشخيص المبكر، مما رفع معدل احتفاظ النساء بالثدي المصاب بالسرطان إلى أكثر من 45 بالمائة. الأرقام المتوفرة تشير إلى أن أكثر من 40 بالمائة من النساء اللواتي أصبن بالسرطان تمكن من البقاء على قيد الحياة لأكثر من 20 عاما، ومن هنا تأتي أهمية التشخيص المبكر. ولهذا، فعلى أي امرأة تجاوزت سن الأربعين أن تقوم بالتصوير الإشعاعي للثدي (Mammography) من أجل تشخيص سرطان الثدي.