فقدت الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، يومه الثلاثاء، أباها الروحي وقياديَها الأشهر، نوبير الأموي، الذي رحل بعد وعكة صحية ألمّت به مؤخراً، وخضع على إثرها لعملية جراحية. ويعتبر نوبير الأموي من أبرز رموز الحركة النقابية بالمغرب، خلال تزعّم الكونفدرالية الديموقراطية للشغل، منذ تأسيسها سنة 1978 حتى سنة 2018، كما لعب أدوار سياسية بارزة في المشهد السياسي والحزبي الوطني منذ السنوات التي تلت الاستقلال. "وفيّ للطبقة العاملة وحبّه للوطن" في شهادته في حق الراحل، قال خالد العلمي الهوير نائب الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن الأموي زعيمٌ نقابي وسياسي وحقوقي، بقي صادقاً ووفيا للطبقة العاملة وحبه لبلاده الذي كان بلا حدود، ومناضلاً من جميع المواقع من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية، وصيته بلغ المستوى الإقليمي. وتابع الهوير لموقع القناة الثانية أن الأموي "لم يبحث على مواقع ولا مراكز مسؤولية وظل وفيّاً لقيمه ومبادئه، مشيراً أن رحيله "يبقى خسارة للبلاد، أمام تضحياته الكبيرة من أجل مغرب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحقوق الكاملة، وتاريخه مليء بالعطاء والتضحيات والمساهمات من كل الواجهات." "سُجن من أجل العمّال" من جانبه، قال الميلودي موخاريق إنّ الأموي، كان مناضلاً نقابياً فذاً يدافع عن الطبقة العاملة بكل قواه، مورداً أنه "عرّض حريته للسجن من أجل العمال والدفاع عن مصالحهم. وأضاف موخاريق في شهادته لموقع القناة الثانية، أن الراحل ظلت تربطه مع الاتحاد المغربي للشغل، علاقة طيبة كونه انبثق من رحم الاتحاد، وحينما أسس الكونفدرالية بقي عطفه على الاتحاد حاضراً، مشيراً نسّقنا سوياً في عدد من المرات والقضايا وخلال إحدى زياراته لمقر نقابتنا بعد أربعين سنة من الفراق، أدلى بشهادات مؤثرة، كان رجلاً فذّاً رحمه الله." "رجل استثنائي" عبد الغني الراقي، عضو المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، صرّح في كلمته أن الراحل "لم يكن شخصاً عادياً وتمتع بقدرات استثنائية في الاشتغال والتفكير، وقدّم إضافة قوية للحركة النقابية الوطنية". وتابع الراقي، أن الراحل "ساهم في بناء خيار آخر للحركة النقابية يرتبط بالحركة الوطنية للارتباط بالقوى التقدّمية بالمغرب، ويقطع مع نهج النقابة الخبزية التي يهمّها المطالب الخبزية فقط". وأبرز المتحدث أن مساهمات وإضافات الأموي "نوعية منذ أواسط الستينات من الاتحاد المغربي للشغل مروراً بتأسيسه ورفاقه، الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل وصولاً إلى أيامه الأخيرة، ولا يمكن إنكار كل هذا إلا من جاحد". "جسّد الصمود والمقاومة" بدوره نعى علي لطفي، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل الراحل، قائلاً إن "الطبقة العاملة المغربية والوطن، فقدت أعظم رجالاتها ورموزها النقابيين والسياسيين، المناضل القائد والزعيم المرحوم محمد نوبير الاموي"، مشيراً أن الأخير "مناضل جسد ثقافة الصمود والمقاومة والكفاح و قاد مراحل هامة من تاريخ الصراع الاجتماعي والسياسي ببلادنا و ساهم في إحداث تغييرات جذرية في تصويب الحياة السياسية بالمغرب". وتابع لطفي أن الراحل كان كذلك مناضلاً، قويا يصارع بما يؤمن به لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة وتحسين أوضاع الطبقة العاملة".