أكد الأكاديمي نبيل الكط أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مساء اليوم الجمعة، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثامنة والستون لثورة الملك و الشعب، تاريخي وقوي بحمولته ورسائله على عدة مستويات . وأوضح الكط ، وهو أستاذ باحث بكلية الحقوق بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء بالمناسبة، أن جلالة الملك تحدث بوضوح ، موجها رسائل عدة بنبرة تطبعها الحقيقة عن المعالم الكبرى لمغرب متجدد ماض في مسيرة البناء والتنمية، رغم المؤامرات الخارجية المحاكة ضد مصالحه وقضاياه المصيرية . وأشار إلى أن جلالة الملك تحدث أيضا بحزم وثقة ضاربة في جذور الدولة المغربية العريقة التي تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، حينما أعلن جلالته عن تغير قواعد التعامل على المستوى الخارجي، وعدم استيعاب بعض القيادات الأوروبية للتطور ومسيرة البناء ، الذي تمضي المملكة قدما في إرسائها على كافة المستويات . وفي رسالة قوية لجميع الفرقاء و الشركاء الدوليين و الإقليميين للمملكة ، أكد جلالة الملك ، يضيف الكط ، أن المغرب تغير فعلا لكن ليس كما يريد البعض ، وأن المؤامرات التي تحاك ضده لن تزيده إلا قوة وثباتا، أحب من أحب وكره من كره ، لكن وفي نفس الآن، يشدد جلالته، يظل المغرب القوي باختياراته وبتلاحم مكوناته وبمصداقيته ومكانته وسمعته المعروفة على الصعيد الإقليمي و الدولي حريصا على بناء علاقات متوازنة مع دول الجوار ، خاصة مع إسبانيا وفرنسا. وسجل الكط أن الخطاب الملكي، وضع تصورا متكاملا لمغرب اليوم الذي يستلهم قيم التضحية والوفاء التي بصمت مرحلة تحرير الوطن، لتجسيد ثورة مستمرة ومتجددة على جميع المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و الدبلوماسية و السياسية ، تلهم الأجيال الصاعدة ، وترسخ الروابط المتينة بين العرش و الشعب. من جهة أخرى، شدد الخطاب الملكي، يؤكد الأستاذ الباحث، على أهمية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وتنظيمها في موعدها المقرر، وذلك لإفراز نخب مؤسسات قوية قادرة على تنزيل البرامج و الأوراش التنموية المنشودة ، ومستعدة كذلك للدفاع على الوطن الذي يتعرض لتهديدات ومساومات ومناورات ، الهدف منها المس بشكل مقصود بمصداقية المغرب ومساره التنموي الذي أضحى مزعجا للعديد من الأطراف الخارجية.