زلزال في برشلونة! أطلق جوان لابورتا رئيس النادي الكاتالوني الذي يرزح تحت الديون، الفصل الأو ل لحقبة "ما بعد ليونيل ميسي" عقب إقراره الجمعة بعدم قدرته على الاحتفاظ بخدمات نجمه الأرجنتيني الملاحق من أندية أخرى، على رأسها باريس سان جرمان الفرنسي. ما زالت أصداء هذا الزلزال تتردد بقوة في القارة القديمة وفي عالم الكرة المستديرة وسوق الانتقالات الصيفية عقب الإعلان عن رحيل الفائز بالكرة الذهبية ست مرات عن النادي الأحب على قلبه، حيث أمضى ميسي البالغ 34 عاما مسيرته مذ كان في سن ال 13. "دراما، ميسي يرحل!" عنونت صحيفة برشلونة الرياضية، فيما تحدثت صحيفة "موندو ديبورتيفو" عن "قنبلة" عقب مغادرة "البرغوث الصغير". بالنسبة للقائد سيرخيو بوسكيتس "ما زلت أحاول استيعاب كل شيء"، متوجها الى ميسي "مع إدراكي بمدى صعوبة الأمر، لا يسعني إلا أن أشكرك على ما فعلته للنادي ولنا نحن الذين رافقناك على مر الأعوام، لاسيما أنا شخصيا ". وتابع على انستغرام "لقد لعبت وشاركت العديد من اللحظات معك، معظمها كانت جيدة جدا ، وأتيحت لي الفرصة للتطور والاستمتاع ب13 موسما بجانبك. سنفتقدك". وبدا لابورتا كشخص مؤمن بقدره أمام الإعلاميين الجمعة صباحا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده من أجل تبرير رحيل أعظم لاعب مر في تاريخ النادي أمام جماهيره ال "سوسيوس". وبحسب ما قاله، كان من الصعب تمديد عقد ميسي بسبب راتبه الخيالي اذ اصطدم بالسقف المخصص للرواتب والمفروض من قبل رابطة الدوري الاسباني لناد يعاني من الديون. "انتهى هذا التفاوض. لا يمكننا تسجيل اللاعب بسبب سقف الراتب في الدوري الإسباني، ولم تبد رابطة الدوري الإسباني مرونة لرفعه"، قال لابورتا منتقد ا "الإدارة الكارثية للإدارة السابقة" بقيادة سلفه جوزيب ماريا بارتوميو. وأقر لابورتا أن تمديد عقد نجم الفريق وقائده ميسي كان سيشكل "مخاطر مالية" للنادي الكاتالوني، مؤكدا أنه قام "بما هو أفضل لمصلحة" برشلونة. وأضاف عقب الإعلان عن رحيل ميسي عن "كامب نو" بعد 20 عاما سطر خلالها ملحمة كروية، أن الأخير تلقى "عروضا أخرى"، من دون أن يعلن هوية الأندية المهتمة بالتعاقد مع ميسي. وتابع "ينطوي استثمار من الحجم الذي يمثله ليو ميسي على مخاطر معينة كنا مستعدين لتحملها" ولكن "عندما أدركنا بالتفصيل وضع النادي" بعد التدقيق، "لم نرغب في تعريض المؤسسة لمزيد من الخطر". وكان لابورتا الذي انتخب مجددا لرئاسة برشلونة في مارس الماضي على خلفية الوعد الذي أطلقه بإبقاء ميسي في برشلونة، اتهم أيضا نظام اللعب المالي النظيف الذي وضعته رابطة الدوري الإسباني بمنعه من الوفاء بوعده. وقال "أنا حزين، لكنني أعتقد أننا فعلنا ما هو أفضل لمصالح" النادي. وتمنى لابورتا الذي يعتبر من المقربين من ميسي منذ ان شغل منصب الرئيس في ولاية أولى امتدت من 2003 حتى 2010، "الأفضل" للمهاجم الذي يغادر بعدما أحرز 35 لقبا ، منها أربعة في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وأكد أن "ميسي أراد البقاء" وعاش بحزن نهاية هذه القضية، علما أن صاحب الشأن لم يتحدث علنا عن المفاوضات التي انتهت بفشل ذريع. "ليس سعيدا . أراد... كانت لدينا جميعا النية والرغبة أن يبقى. لكنه واجه، كما نحن، حقيقة لا يمكننا تبديلها. يعرف أنني أتمنى له الأفضل، ولعائلته، أينما ذهب". وعن نهاية هذه الشراكة التاريخية قال لابورتا "أمس أدركنا أن الأمر قد انتهى. أجريت الحديث الأخير مع والد ليو". وشدد الرئيس خلال المؤتمر على انه "لا يريد منح آمال مزيفة. لدى اللاعب عروض أخرى وهناك وقت محدد لأن +لا ليغا+ تبدأ قريبا ويحتاج للوقت من أجل تحديد خياراته". وكان ميسي توصل إلى اتفاق مبدئي مع برشلونة للبقاء ضمن صفوفه في عقد جديد لمدة 5 أعوام مع القبول بتخفيض راتبه بنسبة 50 في المئة سنويا . ويرزح برشلونة تحت ديون إجمالية تقدر ب1.2 مليار يورو، مع واجب سداد أكثر من نصفها في المدى القصير. ودفع النادي الكاتالوني غاليا ثمن تعاقدات فاشلة مع لاعبين مقابل مبالغ باهظة، منها البرازيلي فيليبي كوتينيو والمهاجم الفرنسي عثمان ديمبيليه في صفقتين كلفتا خزينة النادي قرابة 300 مليون يورو مجتمعتين. رحيل ميسي طرح علامات استفهام عدة حيال وجهته المستقبلية، حيث بحسب وسائل إعلام يتنافس ناديا مانشستر سيتي وباريس سان جرمان للحصول على خدمات "البرغوث"، لكن مدرب الأول الإسباني بيب غوارديولا الذي أشرف عليه في برشلونة، رد على احتمال التعاقد مع الأرجنتيني بالقول "قطعا لا"، لاسيما بعد المبلغ الذي أنفقه بطل الدوري الممتاز لضم جاك غريليش من أستون فيلا. من جهته، لم يخف نادي العاصمة الباريسية يوما رغبته في التعاقد مع ميسي المتوج مؤخرا مع منتخب بلاده بلقب مسابقة كوبا أميركا بالفوز على البرازيل المضيفة 1-صفر، ليفك النحس الذي يلاحقه على الصعيد الدولي. ولأن قل ة هي الأندية التي يمكن أن تتعاقد مع ميسي وتأمين راتبه الخيالي، يتردد باستمرار اسم سيتي المملوك من إماراتيين أثرياء، أو سان جرمان المملوك من الصندوق القطري للاستثمار. قال المدير الرياضي في سان جرمان البرازيلي ليوناردو في خريف عام 2020 لمحطة "كانال بلوس" "عندما تراه يغادر، فان ذلك يدغدغ (مخيلتك)". فيما لم تمر الصورة التي التقطها ميسي ونشرها هذا الاسبوع والتي تجمعه مع العديد من لاعبي سان جرمان خلال اجازة في إيبيسا، مرور الكرام لعشاق سان جرمان. وبسرعة، طرحت صحيفة "ليكيب" الفرنسية السؤال التالي "ليونيل ميسي في باريس سان جرمان، هل هذا ممكن؟" وفي حين يعتبر الأرجنتيني فرصة رائعة لنادي العاصمة، فإن مسألة التعاقد معه تبدو أيضا مهمة باهظة الثمن حتى الآن. ولكن، ماذا لو تحققت نبوءة نيمار؟ هذا النجم البرازيلي كان صرح في دجنبر الماضي انه "يرغب بشدة اللعب مجددا " مع ميسي، بعدما أمضى معه أربع سنوات في برشلونة (2013-2017). وأضاف مبتسما "علينا أن نفعل ذلك العام المقبل". ما هو مؤكد أن وجهة ميسي المقبلة ستحسم من الآن وحتى اقفال فترة الانتقالات الصيفية في 31 الشهر الحالي.