"نجدد الدعوة الصادقة لأشقائنا في الجزائر، للعمل سويا، دون شروط، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار، ذلك، لأن الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، وغير مقبول من طرف العديد من الدول...". يقول جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش والذي خصص منه حيزا كبيرا للحديث وبكل صراحة عن قضية العلاقات مع الجارة الجزائر. في قراءته لهذه الدعوة الملكية، يقول أحمد الديب، المحلل السياسي والكاتب الليبي، إن "دعوة جلالة الملك تأتي في توقيت استراتيجي مهم للغاية سواء للمغرب وللجزائر وكذا باقي دول الاتحاد المغاربي". وأضاف الديب، في اتصال هاتفي مع موقع القناة الثانية من طرابلس، "هي دعوة صريحة للجزائر من أجل الشروع في حوار حقيقي وبناء نحو إعادة العلاقة الجيدة بين الدولتين الشقيقتين تأتي انطلاقا من استقراء من طرف جلالة الملك للواقع المغاربي ككل؛ إلى جانب المتغيرات الدولية خاصة بعد الربيع العربي والتقلبات السياسية التي حصلت في دول الاتحاد المغاربي". يورد المتحدث ذاته. وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن "المناخ السياسي الحالي يفرض التعاون ما بين الدول المغاربية الخمس ومد يد العون إلى بعضهم البعض خاصة أمام التحديات الحالية"، مبرزا أن "دول الاتحاد المغاربي لها دور مهم وتاريخي واستراتيجي في علاقته بالعمق الافريقي وكذلك وبدول أوروبا جنوب المتوسط". وتابع ضمن ذات التصريح قائلا: "المغرب شهد في السنوات الأخيرة تقدما ونهضة سواء على الصعيد الداخلي أو الأفريقي وأيضا مع دول الاتحاد الأوروبي، لكن في نظري لن يكتمل هذا التقدم إلا بتظافر الجهود المغاربية في إطار مؤسسة الاتحاد المغاربي". "نحن الليبيون لمسنا من خلال جولات الحوار بين الفرقاء الليبيين الدور الريادي الذي لعبته المملكة المغربية في ملف الليبي والذي حرص فيه جلالة الملك محمد السادس على نهج سياسة واستراتيجية حكيمة كانت لها نتائج إيجابية علينا" يشيد الديب بالدور المغربي في حل النزاع الليبي. وشدد على أنه "إذا تمكن المغرب من خلال هذه الخطوة الملكية من إعادة الروح في العلاقة مع جارته الجزائر سيكون له انعكاس كبير وإيجابي على الوضع في ليبيا وعلى الاتحاد المغاربي ككل"، مشيرا إلى أن "الجزائر هي من بين دول الجوار مع ليبيا ولديها تخوف أكثر من تفاقم الوضع في ليبيا مقارنة مع باقي الدول الأخرى في الاتحاد حيث يهمها مكافحة الإرهاب ومنع تسريب السلاح والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية". ثم واصل قائلا: "جلالة الملك هو الرجل الحكيم الذي تعول عليه الشعوب المغاربية في دعم الأمن والاستقرار وإعادة الروح إلى الاتحاد المغاربي وتفعيل كل الاتفاقيات التي تحمل العديد من المؤشرات الإيجابية سواء على المستوى السياسي والاقتصادي لدول الاتحاد المغاربي" وشدد المتحدث نفسه في ختام حديثه بالقول: "نتمنى أن تلقى حسن النية التي أبداها جلالة الملك بنفس الروح لدى الحكومة والمؤسسات الجزائرية بأن يدركوا أبعاد هذه الدعوة وأهميتها في هذه الظرفية التي تعيشها الدول الخمس".
* محلل سياسي جزائري: انفراج العلاقات بين الرباطوالجزائر سينعكس إيجابيا على اتحاد المغرب العربي
* جامعي تونسي: الدعوة الملكية لفتح الحدود مع الجزائر تعبر عن طموحات الشعوب المغاربية