تخفيض حجم الجماهير، قواعد صحية متغيرة وشكوك: أفسدت جائحة كورونا متعة الجماهير بتنظيم رحلاتهم.. أو الاستسلام.. قبل شهر من كأس أوروبا في كرة القدم. لا تزال الجائحة تلقي بظلالها على أول بطولة قارية مقامة في انحاء مختلفة من القارة، وذلك قبل المباراة الافتتاحية بين إيطاليا وتركيا في روما.
ينكب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) هذا الأسبوع على مسألة المدينة المضيفة لنهائي دوري الأبطال بين مانشستر سيتي وتشلسي الإنكليزيين، في ظل ضغط الحكومة البريطانية لنقلها من اسطنبول إلى إنكلترا بسبب قيود السفر.
واجه الاتحاد القاري في الأسابيع الماضية معضلة الاستضافة في ظل استمرار كورونا بضرب المسابقات الدولية. من المقرر أن تقام النهائيات في 11 مدينة، فيما تستضيف لندن المباراة النهائية في 11 يوليوز.
أزيحت دبلن الإيرلندية من لائحة المدن المضيفة في أبريل، بعد رفض السلطات المحلية تقديم ضمانات لحضور على الأقل عدد محدود من الجماهير على المدرجات.
نقلت مبارياتها إلى سان بطرسبورغ الروسية ولندن، فيما حرمت بلباو الإسبانية للأسباب عينها، لكن المباريات المخصصة لها ستبقى في إسبانيا من خلال تقدم إشبيلية للاستضافة.
وبعد سنة من مباريات كرة القدم وراء أبواب موصدة، يصر الاتحاد الأوروبي على حضور الجماهير في البطولة التي يشارك فيها 24 منتخبا.
يقول سيباستيان، وهو مراقب مالي فرنسي-ألماني اشترى منذ 2019 تذاكر المباراة الافتتاحية في روما، ألمانيا-فرنسا، نصف النهائي والنهائي في لندن "هو الغموض المطلق. الشيء الوحيد الذي أعرفه، أن المباريات ستقام... لكن لا أعرف أي شيئ آخر".
تابع الشاب البالغ 28 عاما الذي ألغى كل أنشطته السياحية خلال البطولة، لوكالة فرانس برس "لا أعرف إذا سأكون بحاجة لاختبار كورونا، أو أن احصل على اللقاح، لا أعرف إذا كنت قادرا على الذهاب إلى لندن دون حجر صحي، أو إذا كانت السعة 25 أو 30 أو 50%، لا أعرف إذا كنت قادرا على الاحتفاظ بتذاكري، لأني سمعت عن اجراء قرعة".
أكدت باقي المدن المضيفة أن الجماهير ستشغل بين 25 و100% من سعة الملاعب، باستثناء ميونيخ.
تأمل المدينة الألمانية في استضافة 14,500 متفرج على الأقل في ملعب أليانز أرينا الخاص بنادي بايرن ميونيخ بطل الدوري المحلي في آخر تسعة مواسم. لكن رئيس البلدية ديتر رايتر قال في أبريل انه "لا وعود، من أي نوع، لضمان المتفرجين".
في المقابل، قد يحتشد 61 ألف متفرج، على ملعب بوشكاش أرينا في العاصمة المجرية بودابست، برغم "متطلبات الدخول الصارمة للمشجعين".
مع ذلك، لن تكون كأس أوروبا الاحتفال المرتقب للجماهير في مختلف انحاء القارة، بحسب ما رغب الرئيس السابق للاتحاد القاري الفرنسي ميشال بلاتيني، احتفالا بالعيد الستين للمسابقة.
لم يحصل حاملو التذاكر على أية استثناءات، ما يعني ان القادمين من الخارج قد يخضعون لحجر صحي فور وصولهم. وقد لا يسمح لهم بالدخول على الاطلاق.
والجماهير التي سيسمح لها بالحضور، يتعين عليها أن تدخل بسلاسة من أجل عدم التجمع خارج الملاعب.
بعد كل ذلك، يحين وقت المباريات، على أمل أن يكون مستوى المباريات مرتفعا.
تطول لائحة المرشحين، على أن يبرز المستفيد الأكبر من تأجيل البطولة من 2020 إلى صيف 2021.
قبل 12 شهرا، كان الإنكليز يأملون في استعادة المهاجمين هاري كاين وماركوس راشفورد لياقتهما. أما الآن، فيفكر المدرب غاريث ساوثغيت في كيفية التاقلم مع تألق فيل فودن ومايسون ماونت.
حصلت إنكلترا على أفضلية، كون مباريات نصف النهائي والنهائي ستقام في ملعب ويمبلي الشهير في لندن.
لكن الخطر سيكون محدقا من منتخبات أخرى، خصوصا من فرنسا بطلة العالم. ينوي الزرق تكرار انجازهم في 2000، عندما حصدوا اللقب القاري بعد تتويجهم الأول في المونديال. قال المدرب ديدييه ديشان لوكالة فرانس برس"لا تفوز بالألقاب بفرقعة الأصابع". تابع "باقي المنتخبات تتقدم. لا يتفرجون، وعندما تبدأ المسابقة، يريدون التقدم إلى ابعد مدى".
ولن تقف البرتغال، حاملة لقب 2016، متفرجة خصوصا في ظل المشاركة الاخيرة منطقيا لنجمها التاريخي كريستيانو رونالدو البالغ 36 عاما. لكن البرتغال وقعت في مجموعة بالغة الصعوبة مع فرنساوألمانيا.
وهناك شكوك كبيرة حول ألمانيا التي تخوض مشوارها الأخير وعلى رأسها المدرب يواكيم لوف.
منذ خيبتها في مونديال 2018 عندما ودعت من دور المجوعات، راكمت ألمانيا المشكلات بينها خسارة تاريخية أمام إسبانيا صفر-6 والسقوط أمام مقدونياالشمالية المتواضعة في تصفيات مونديال 2022.
وبعد مشوار متواضع في مونديال 2018 على وقع ابعاد المدرب خولن لوبيتيغي، تبدو إسبانيا في مظهر أفضل مع العائد لويس إنريكي وستنافس في إشبيلية ضمن دور المجموعات.
وتشارك هولنداوإيطاليا بمنتخبات متجددة، فيما تبقى المصنفة أولى عالميا بلجيكا مصدر خطر كبير بعد حلولها ثالثة في المونديال الأخير.