هنا المكسيك، هنا بلد بين الأمريكيتين، هنا بلد يرقص على نغمات مجموعات المارياتشي. للمكسيك أوجه عديدة كرجل بشخصيات مزدوجة، تجد مكسيك العنف والعصابات، كما تجد مكسيك المارياتشي والسهرات الصاخبة برعاية قبعة "تشارو"، وستجد حتما مكسيك كرة القدم، هذه هي المكسيك، من كل فن طرب، ومن كل مونديال مونديالين. استضافت المكسيك دورتين لكأس العالم حضرهما المنتخب المغربي، لكن مونديال 1986 يبقى الذكرى الخالدة في المخيال الشعبي للمغاربة، ذكرى المرور للدور الثاني، مع ذكريات عاشتها الكتيبة المغربية بقيادة الربان '' فاريا '' ، حينها عاش المغرب في كل مقابلة عرس، وبعد كل مقابلة أفراح خرجت لشوارع المملكة. تأهل المغرب لكأس العالم '' ميكسيكو 86'' بعد 16 سنة من الغياب، حيث كانت المشاركة الأولى والأخيرة له سنة 1970 بنفس البلد، غير أن الأمور مختلفة هذه المرة، ودورة 86 لن تكون دورة اكتشاف الأجواء. أوقعت القرعة المنتخب الوطني في مجموعة صعبة إلى حد كبير، تضم بولونيا، وانجلترا، والبرتغال، وحط الرحال بمدينة مونتيري، حيث قام بتربص إعدادي يفوق شهرا من الزمن، قبل أن يواجه بولونيا في المقابلة الأولى. تمكن المنتخب من انتزاع التعادل، لتكون بذلك انطلاقة جيدة نحو الأفضل. واجه المنتخب المغربي في ثاني مقابلة المنتخب الانجليزي، في نزال صعب على الورق، إلا أنه تمكن من انتزاع التعادل مرة أخرى، لتكون المقابلة الثالثة مقابلة الانفجار في وجه الجميع، خاض المنتخب الوطني نزاله أمام البرتغال بمدينة '' غوادالاخارا'' والتي ابتسمت للمغاربة بثلاثية تاريخية، سجل عبد الرزاق خيري إصابتين، قبل أن يتكلف ميري كريمو بتسجيل الثالث وسط صيحات المعلق الذي خرج عن شعوره ذلك اليوم كباقي المغاربة. انتهت المقابلة ب 3-1، وتأهل أبناء المدرب فاريا للدور الثاني، كأول فريق أفريقي وعربي يحقق هذا الإنجاز، وأقصي بعدها المنتخب أمام العملاق الألماني، غير أنها تبقى مشاركة تاريخية بأرض المكسيك، والتي توجت باستقبال ملكي من طرف المغفور له الحسن الثاني، بعد عودتهم لأرض الوطن.