تستمر هيئات تربوية عدة في مطالبة وزارة التربية الوطنية بإلغاء الامتحانات الإشهادية، خصوصا مع اقتراب موعد الامتحانات في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها المغرب بسبب جائحة فيروس كوفيد 19. كما عبرت هذه الهيئات الفاعلية في مجال التربية والتعليم، عن قلقها من تشبث الوزارة الوصية بإجراء الامتحانات الإشهادية رغم الوضع الوبائي الحالي. مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية، اعتبر في اتصاله بموقع القناة الثانية، أن موضوع إلغاء الامتحانات الإشهادية للسنتين السادسة ابتدائي والتاسعة إعدادي، "متجاوز وكان يهم الأسدس الأول"، مبرزا أنه فيما يتعلق ب"امتحانات آخر السنة فلم يتم اتخاذ أي قرار بشأنها". وكان محمد أضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباطسلاالقنيطرة، أكد في تصريح سابق للقناة الثانية، أن "تنظيم الامتحانات الإشهادية للسادس ابتدائي والثالثة إعدادي أمر وارد لأنه هناك مُقرّر ينظمها" . وأشار المسؤول بوزارة التربية الوطنية، "أن إلغاء هذه الامتحانات في الدورة الأولى مردّه عدم القدرة على تحقيق تكافئ الفرص بين التلاميذ". لكن مصطفى صائن، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، كشف في تصريحه لموقع القناة الثانية، أنه "في اللقاء الأخير مع وزير التربية الوطنية، أثيرت هذه النقطة، ووعد الوزير أنه بعد توصله بتقييم الأسدس الدراسي الثاني، سيراعِ مصلحة التلاميذ بناء على التّقرير الذي تقدمه المفتشية العامة للشؤون التربوية". ويرى الكاتب العام للفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، أن أسبابا متعددة دفعتهم إلى المطالبة بإلغاء الامتحانات الإشهادية لهذه السنة. فنظرا لظروف جائحة فيروس كورونا المستجد، "كان اعتماد تعليم تناوبي، إذ قُلّص التعليم الحضوري بنسبة 50 في المائة فيما خُصصت نفس النسبة للتعليم الذاتي المؤطر"، يقول مصطفى الصائن. وأوضح المتحدث ذاته، أنه "نظرا لعدم كفاية هذا التأطير للتعليم الذاتي، لم تتمكن مجموعة من المؤسسات التعليمية من إتمام المقررات الدراسية المطلوبة". كما اعتبر مصطفى صائن، الكاتب العام للفيدرالية الوطنية المغربية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، أنه "ليس هناك تكافؤ الفرص بين التعليم الخصوصي والتعليم العمومي من جهة، وبين الوسط الحضري والقروي من جهة ثانية". من جهته، أبرز عبد الوهاب السحيمي، الفاعل التربوي، في حديثه لموقع القناة الثانية، أن "الامتحان الإشهادي لمستوى السادس ابتدائي ليس له أي دور على مستوى التحصيل أو على مستوى جودة التعلم، ولا يعبّر عن المستوى الحقيقي للمتعلمين والمتعلمات الذين ينتقلون إلى مستوى الإعدادي". وأوضح الفاعل التربوي، أن "الامتحان يمرّ في ظروف غير عادية في الوضع العادي وليس في وضع الجائحة هذا فقط، وهو امتحان له أثار نفسية عميقة على المتعلمين، خاصة أنهم يجتازونه في سن مبكرة ويؤثر على السير العام للتحصيل الدراسي طيلة السنة". وتابع عبد الوهاب السحيمي، أن "الأمر نفسه ينطبق، ولو في حدود معينة على امتحان السنة التاسعة أساسي"، داعيا إلى "إعادة النظر في امتحانات البكالوريا هي الأخرى، من أجل تصحيح الأخطاء والاختلالات، لإقرار امتحان يحظى بنوع من الشفافية ويعكس المستوى الحقيقي للمتعلمات والمتعلمين".