فرحة البيضاويين بانطلاق العمل بحافلات النقل الحضري الجديدة التابعة لشركة "ألزا" لم تدم طويلا بسبب تخريب تسع من هذه الحافلات من طرف بعض أبناء المدينة والذين قاموا بتكسير الزجاج عبر الرشق بالحجارة. هذه السلوكات قوبلت بالإدانة من قبل الساكنة البيضاوية، ودفعت بنشطاء المدينة إلى إطلاق حملة تحسيسية رقمية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "حافلاتنا أمانة". وفي هذا السياق، اعتبر المهدي ليمينة، عن جمعية تحدي للمساواة والمواطنة، أن "وقوع مثل هذه الأعمال التخريبية للفضاءات العمومية هي نتاج اهتزاز المنظومة التعليمية" موردا في تصريح لموقع القناة الثانية، أن "هذه السلوكات تستدعي من الجميع إعادة النظر في دور مؤسسة التنشئة الاجتماعية في تربية وتوعية الأجيال ومن ضمنها المدرسة ودور الشباب..". ودعا ليمينة، إلى "ضرورة تواجد المصالح الأمنية عند مواقف الحافلات من أجل ردع المخربين الذين يقدمون على مثل هذه الممارسات الإجرامية ولا أخلاقية وتقديمهم للعدالة حتى يكونوا عبرة للآخرين مع تشديد العقوبة". ورجح الفاعل الجمعوي ذاته، تنامي سلوك العنف من قبل اليافعين والشباب في السنوات الأخيرة بالفضاءات العمومية إلى "تراجع دور مؤسسات الشباب والأندية الثقافية والرياضية التي أصبحت معظمها شبه مغلقة في وجه هؤلاء"، مبرزا أن "مثل هذه الفضاءات كانت مجالا حاضنا لتفريغ طاقات هؤلاء الشباب من جهة وتساهم في غرس وتلقين قيم المواطنة والوعي بالحقوق والواجبات من جهة أخرى". ويرى ذات المتحدث، أن "الفضاء الرقمي بات حاضرا في تربية الأبناء، لأن الأسر لم تعد تسمح لأبنائها الذهاب إلى جمعيات الأحياء والقرب للاستفادة من الأنشطة الترفيهية والتوعوية"، مشيرا إلى أنه "حين تحسيس الطفل، المراهق والشاب بأهمية الحفاظ على هذه المرافق العمومية وأن تخريبها يتسبب في ضياع ممتلكات الشأن المحلي يكون قد أزلنا فكرة العنف تجاه هذه الممتلكات العامة". وأبرز ذات الفاعل الجمعوي، بالقول: "بالنسبة لنا إلى جانب التحسيس في المدارس نستغل العالم الرقمي المفتوح لاستهداف فئة كبيرة من الشباب من أجل القيام بالتوعية حول أهمية المحافظة على المرافق العمومية سواء الحافلات وكذا حاويات الأزبال والكراسي في الحدائق العمومية..". يشار إلى أن الحافلات الجديدة تم اقتناؤها في إطار عقد التدبير المفوض المبرم بين مؤسسة التعاون بين الجماعات "البيضاء" والشركة المفوض لها "ألزا". وستربط هذه الحافلات الجماعات والأحياء المستفيدة لأول مرة من خدمة النقل بواسطة الحافلات من خلال إحداث عشرة خطوط إضافية، وتهم جماعات سيدي موسى بن المجدوب وسيدي موسي بن علي والشلالات وبن يخلف بعمالة المحمدية، وسيدي حجاج وطيط مليل والمجاطية أولاد الطالب بإقليم مديونة، ومدينة النصر (أولاد صالح) والخياطة (أولاد عزوز) والزاوية والمنطقة الصناعية بإقليم النواصر، فضلا عن أحياء السالمية 1 والسالمية 2 والمنطقة الصناعية لسيدي البرنوصي بالدار البيضاء.