اعتبر الباحث في الدراسات الأمنية، إحسان الحافظي أن النموذج الأمني المغربي بات يحظى بمصداقية وثقة كبيرتين لدى شركاء المغرب في اوروبا وإفريقيا والولاياتالمتحدةالامريكية. وتابع الحافظي في تصريح لموقع القناة الثانية، أن هناك مسارين يؤطران في التعاون الامني المغربي الدولي؛ الأول مؤسساتي يتمثل في المكانة التي تحظى بها مديرية مراقبة التراب الوطني بوصفها جهازا استخباراتيا قويا ومؤثرا في تحصيل وتحليل المعلومات، وهو معطى أكدته الكثير من اللحظات الحرجة التي مر بها أمن دول كبرى مثل فرنسا واسبانيا والولاياتالمتحدةالامريكية حيث ساهمت المعلومة الأمنية المغربية في تجنيب هذه البلدان مخاطر محققة ومَدتها بأسباب تفاديها.
المسار الثاني لتعزيز التعاون الامني المغربي الدولي، يتمثل حسب المتحدث، في شخص المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني والمكانة التي يحظى بها لدى فاعلين أمنيين دوليين سواء في أوربا أو أمريكا وكذا بلدان عربية وخليجية.
وأضاف: "تابعنا كيف أن مدير المخابرات المركزية الأمريكية ووزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية في عهد دونالد ترامب زار عبد اللطيف حموشي بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وهي زيارة لها دلالة كبيرة ورمزية قوية تعكس حجم الثقة التي يضعها نظام استخباراتي قوي من حجم واشنطن في اسم الحموشي".
وأوضح أن هذه الثقة تجد جوابها في المساهمة القيمة للمخابرات المغربية، وفق ما كشفه الإعلام الامريكي، في تحييد خطر ارهابي داهم كان يستهدف الجيش الأمريكي بعد ان كشفت المصالح الأمنية المغربية تفاصيل مخطط تجنيد أمريكي لتنفيذ هجمات إرهابية لفائدة تنظيم داعش. ينضاف الى ذلك الاحتفاء الدولي بشخص الحموشي من قبل وزراء داخلية دول مثل فرنسا وإسبانيا، ومعه المؤسسة الامنية المغربية، بتوشيحه في مناسبات عديدة.
وأبرز المتحدث أن هناك مستويين للتعاون؛ الأول يهم التعاون الثنائي مع بلدان تربطها علاقات تعاون أمني بناء اتفاقيات وشراكات. والثاني يتعلق بالتعاون المتعدد الأطراف بين المغرب ومنظمة الانتربول او المنظمة الدولية للجمارك وغيرها من الهيآت المتدخلة في محاربة الجريمة العابرة للحدود. وعموما يشمل هذا التعاون مجموعة من الاجراءات منها التسليم المراقب للاشخاص والعمليات أو الانتدابات القضائية وترحيل المطلوبين.
يذكر أن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد قدمت معلومات أمنية بالغة الأهمية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مكنت من إلقاء القبض على جندي أمريكي تعاون مع تنظيم "داعش" الإرهابي وخطط للقيام بتفجيرات في نيويورك.
وحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد تمكنت السلطات الامنية من إلقاء القبض على جندي بتهم تتعلق بالإرهاب، لمحاولته مساعدة “داعش” في قتل جنود أمريكيين في الشرق الأوسط، والتخطيط لتنفيذ اعتداء على النصب التذكاري ومتحف ضحايا الحادي عشر من سبتمبر في مدينة نيويورك.