مع إعلان بريطانيا ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا بدأ الخوف يتسلل إلى العديد من البلدان في العالم، خاصة بعد تسجيل بضع إصابات في الدانمارك وإصابة في كل من هولندا وأستراليا وإيطاليا بحسب ما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية. تساؤلات عديدة يطرحها العلماء والخبراء حول العالم من قبيل هل السلالة الجديدة هي أكثر أم أقل أم نفس الانتشار من السلالة القديمة؟ وهل هذه السلالة الجديدة هي أكثر خطورة وأكثر فتكا وقتلا من القديمة (كوفيد-19)؟ ثم هل اللقاحات الموجودة حاليا صالحة وفعالة لمحاربة السلالة الجديدة؟ وفي هذا السياق، قال الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، إن فيروس كورونا المستجد عرف عده تحولات منذ ظهوره قبل سنة، مبرزا أن خبراء الفيروسات يؤكدون أن هذا الفيروس هو من النوع المستقر نوعا ما مقارنة مثلا مع فيروس الانفلونزا الموسمية الدي يعرف تحولات أكبر وأكثر من كورونا المستجد. وأوضح حمضي، في تصريح لموقع القناة الثانية، أنه حينما يتعلق الامر بفيروس وراء جائحة عالمية، فإن يكون هناك تتبع دقيق لأي تحول مهما كان صغيرا في الفيروس، معتبرا أن السلالة التي تم اكتشافها تنتشر بسرعة أكبر من السلالة التي كانت سائدة، مفيدا أنه الخبراء يشيرون وفق الملاحظات والأرقام الأولية إلى أن السلالة الجديدة هي أكثر سرعا في الانتشار بنسبة تصل الى 70 بالمائة من السلالة قبلها؛ وهذا يطرح مشكلا كبيرا في المجهودات التي تهدف الى محاصرة الفيروس على المستوى العالمي. وتابع الخبير في السياسات والنظم الصحية، أنه تقديرات الأولية للخبراء تفيد أن معدل التكاثر Rt ازداد بنسب 0.4 نقطة مع السلالة الجديدة، وهذا كذلك له تأثير على درجة التحكم في الوباء. ولفت المتحدث ذاته، إلى أن "الإصابة بهذه السلالة يمكن تشخيصها وتتبعها بنفس طرق والوسائل المعروفة لحد الساعة، وليس هناك اي حاجة الابتداع واكتشاف وسائل جديدة للكشف وتشخيص الإصابة بكوفيد 19 مع السلالة الجديدة". وحول فعالية اللقاحات المكتشفة حاليا لمواجهة السلالة الجديدة، أكد حمضي، أنه من " الناحية العلمية يمكن القول أن اللقاحات المتوفرة ستبقى فعالة ضد السلالة الجديدة، بحيث أن المختبرات حين تقوم بابتكار لقاح منذ البداية فإنه يتم التركيز على أجزاء الفيروس الاقل عرضة للتغيرات، لكن يبقى ذلك دون أي ضمانات 100 بالمائة".