يحتفل المغرب في التاسع من دجنبر من كل سنة باليوم الوطني للسجين، حيث يشكل هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على واقع المؤسسات السجنية وأوضاع المعتقلين. وفي هذا السياق، فقد بلغ تعداد الساكنة السجنية بالمغرب إلى حدود أكتوبر المنصرم 84.393 معتقلا ومعتقلة. وكان هذا العدد قد بلغ 86.384 سجينا في متم دجنبر 2019 قبل أن ينخفض إلى 78.256 في متم أبريل 2020 وهو رقم لم يسبق تسجيل مثيل له منذ أواخر سنة 2016، حسب المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج. ويعزى هذا الانخفاض إلى العفو الملكي السامي الصادر بتاريخ 04 أبريل 2020 والذي أفرج بموجبه عن 5654 معتقلا، هذا إضافة إلى تعليق أنشطة محاكم المملكة واقتصارها على القضاء الاستعجالي، وكذا الانخفاض النسبي لمعدلات الجريمة كنتيجة مباشرة لفرض الحجر الصحي. بالمقابل، شكلت نسبة المعتقلين الاحتياطيين 39 بالمئة من مجموع الساكنة السجنية في متم دجنبر 2019، لتنخفض إلى 37,11 % في متم مارس 2020، وتعاود الارتفاع إلى حوالي45,27 بالمئة بتاريخ 27 أكتوبر من نفس السنة، وهي أعلى نسبة تسجل منذ سنة 2011. وتعاني السجون المغربية من إشكالية الاكتظاظ، حيث كشف المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج محمد صالح التامك خلال تقديم مشروع الميزانية الفرعية أمام لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب أن المندوبية العامة أن أطلقت منذ سنوات برنامجا تروم من خلاله معالجة هذه الظاهرة وأنسنة ظروف الاعتقال، التزاما منها بالمعايير المتعارف عليها في المواثيق الوطنية والدولية في ما يتعلق بإيواء السجناء، إلا أن عدم مواكبة الاعتمادات المرصودة على مستوى ميزانية الاستثمار للارتفاع المتزايد لعدد السجناء، أفرز تعقيدات جمة في تنفيذ هذا البرنامج، إضافة إلى تعثر تنزيل الشطر الثاني من برنامج استبدال السجون المتهالكة والسجون المتواجدة في المناطق الآهلة المسطر بشراكة مع وزارة المالية والاقتصاد وإصلاح الإدارة ممثلة في مديرية أملاك الدولة. وأضاف أنه في ظل الإمكانيات المتوفرة، تمكنت المندوبية العامة سنة 2020 من افتتاح 3 سجون محلية بكل من بركان والعرائش ووجدة، مقابل إغلاق السجنين القديمين ببركان ووجدة وسجن القصر الكبير، كما تتواصل أشغال بناء المؤسسات السجنية بكل من أصيلة والجديدة 2، وتم إطلاق أشغال بناء المؤسسات السجنية بكل من الداخلة والعيون. أما في ما يتعلق بأشغال الإصلاح والتوسعة، فقد عرفت نفس السنة مواصلة أشغال توسعة السجن المحلي سلا2، وأشغال تهيئة وتوسعة المركب السجني بعين السبع، في حين تم الانتهاء من مشاريع الإصلاح والترميم بسجون أزيلال ورأس الماء وتزنيت وتازة وآسفي والفلاحي الرماني والفلاحي زايو، ومواصلة أشغال إعادة تهيئة السجن المحلي بالجديدة ومركز الإصلاح والتهذيب علي مومن، إضافة إلى مباشرة مسطرة طلب العروض لبناء مؤسستين سجنيتين بتامسنا والصويرة، ومواصلة إحداث ولوجيات ومحلات للنظافة خاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وكشف المندوب أن سنة 2021 ستعرف أيضا افتتاح كل من السجن المحلي أصيلةوالداخلة والجديدة 2 بطاقة استيعابية إجمالية تقدر ب 3580 سريرا، ومواصلة أشغال بناء السجن المحلي بالعيون بطاقة استيعابية تقدر ب 1300 سرير، مشيرا إلى أنه إذا ما توفرت الاعتمادات المالية اللازمة سيشرع في أشغال بناء المؤسستين السجنيتين بتامسنا والصويرة، ومباشرة مسطرة طلب العروض لبناء سور خارجي بالمؤسسات السجنية التالية: تاوريرت وميدلت وزاكورة وطاطا؛ وتهيئة كل من سجون واد لاو، وأوطيطة 1، القنيطرة، تيفلت 1، الفقيه بنصالح، تطوان، ميسور وبنجرير؛ وتوسعة كل من السجنين المركزيين بالقنيطرة ومول لبركي.