فاز الكاتب إيرفيه لو تيلييه بجائزة غونكور الأدبية الفرنسية العريقة الاثنين عن روايته "لانومالي"، إثر مراسم أجريت عبر الفيديو للمرة الأولى بسبب جائحة كوفيد-19. وحصل لو تيلييه البالغ 63 عاما، وهو حائز شهادة جامعية في الرياضيات وصحافي سابق ورئيس جمعية "أوليبو" الأدبية، على ثمانية أصوات في مقابل اثنين لرواية "ليستوريوغراف دو روايوم" لماييل رونوار، أحد الروائيين الأربعة في المنافسة النهائية. ومنحت الجائزة عبر الدائرة المغلقة بالفيديو إذ بقي كل عضو من لجنة التحكيم في منزله، لتغيب هذا العام عن المشهد المداولات على الطاولة وتدافع الصحافيين لدى وصول الفائز. وأعلن اسم الفائز بجائزة غونكور بعد 48 ساعة من إعادة فتح المكتبات. وحتى قبل إعلان الفائز، كان اسم إيرفيه لو تيلييه من بين الأكثر تداولا لنيل هذه المكافأة العريقة لدى الصحافيين المتخصصين في الشؤون الأدبية الذين استطلعت آراءهم مجلة "ليفر إيبدو" الشهرية المتخصصة، بينهم صحافي في وكالة فرانس برس. وقال الروائي الفائز في رسالة عبر الفيديو بجانب ناشر كتابه أنطوان غاليمار صاحب دار غاليمار "لا نتوقع يوما الفوز بجائزة مثل غونكور. لا نكتب بهدف الحصول عليها في البداية، كما لا يمكننا تصور الفوز بها". وتدور "لانومالي"، وهي ثامن روايات إيرفيه لو تيلييه، حول تبعات حدث غريب يتمثل في تسيير رحلتين بين باريسونيويورك صودف أنهما تحملان الركاب أنفسهم بفارق زمني لا يتعدى بضعة أشهر. وتمزج الرواية ببراعة بين أنواع أدبية مختلفة بينها الرواية السوداء والسرد الأدبي الكلاسيكي والخيال العلمي. وقال لو تيلييه "الفكرة تكمن في أنه بما أن ترامب موجود وهو سبب دمار العالم، فإن نظرة الكتاب تتمحور حور تقديم نسخة أخرى من العالم يكون فيها بايدن رئيسا". وعلق الكاتب الفرنسي من أصل مغربي الطاهر بن جلون العضو في أكاديمية غونكور، في كلمة عبر الفيديو "هذا الكتاب سيسعد كثيرين في العالم لأننا نعيش في مرحلة لا تسر القلب كما يعلم الجميع. هذا الكتاب سيبهج كثيرين. شكرا لكتابته". والكتاب الثلاثة الآخرون في المنافسة النهائية كانوا ماييل رونوار (دار "غراسيه) والكاميرونية دجايلي أمادو أمل مع كتاب "ليزامباسيانت" (دار إيمانويل كولاس) وكامي دو توليدو مع "تيزي، سا نوفيل في" (دار "فيردييه"). وأعرب رئيس لجنة غونكور ديدييه دوكوان، عن أمله في أن تعطى هذه الرواية فرصة تحقيق انتشار أوسع عبر اقتباسها في مسلسل أو فيلم سينمائي. وعلق إيرفيه لو تيلييه "صحيح أن القصة لديها بعد سينمائي حقيقي"، مضيفا "لن أكون مستاء إذا ما رأيت هذا الكتاب مجسدا على الشاشة". كذلك منحت جائزة رونودو الأدبية، بعد دقائق قليلة من إعلان الفائز بجائزة غونكور، لماري إيلين لافون عن روايتها "إيستوار دو فيس" (دار بوشيه-شاستيل) التي تمتد أحداثها على قرن كامل بين 1908 و2008. ويكتشف بطل القصة أندريه الذي تربيه عم ته، سرا عائليا خلال استكشافه نسبه العائلي. كما فازت الكاتبة دومينيك فورتييه بجائزة رونودو للمقالة الأدبية عن كتابها "لي فيل دو بابييه" (دار غراسيه). ورغم تدابير الإغلاق المعمول بها حاليا، ترافق إعلان الجائزتين الأدبيتين هذه السنة أيضا مع تشكيك يتصل بالحيادية. فقد نددت صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيق نشرته السبت بما اعتبرته عيوبا في أداء اللجان الأدبية الفرنسية التي قالت الصحيفة إنها تبد ي مصالحها على الجودة الأدبية وتختار روايات يصعب فهمها من الجمهور. ويطاول هذا الانتقاد جائزة رونودو أكثر من غونكور. ولا تدر هاتان الجائزتان اللتان تشرف عليهما لجان من المتطوعين، أي كسب مادي للفائزين، إذ تقتصر قيمة المكافأة المالية للفائز بغونكور على 10 يورو، فيما لا ينال الفائز بجائزة رونودو فلسا واحدا. لكن الجائزتين تحملان أبعادا اقتصادية بالغة الأهمية للكت اب ودور النشر، إذ إنهما تستقطبان اهتمام عشرات وحتى مئات آلاف القراء. وكانت تشكيلة لجنة تحكيم جائزة غونكور تغيرت، إذ ترك الصحافي برنار بيفو رئاسة الأكاديمية في نهاية عام 2019، واستقالت الروائية فيرجيني ديبانت مطلع سنة 2020. وانضم باسكال بروكنر وكامي لورينز. في العام 2019 ، فاز جان بول دوبوا بجائزة غونكور عن روايته "لا يعيش جميع الناس في العالم بالطريقة نفسها". أما جوائز رونودو، فوقع اختيار لجنة تحكيمها على رواية سيلفان تيسون "لا بانتير دي نيج" وعلى مقالة إريك نويهوف "تري شير سينما فرانسيه".