قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي في قضايا الساحل والصحراء، عبد الفتاح الفاتيحي، إن "التدخل المغربي في منطقة الكركرات يومه الجمعة، يأتي بعدما استنفدت الدبلوماسية الدولية والمغربية كل إمكانياتها من أجل وقف الانتهاك الممنهج التي تقوم به جبهة البوليساريو". وأضاف الفاتيحي، في تصريح هاتفي لموقع القناة الثانية، أن "الجبهة الانفصالية قد تمادت في خرق قرارات مجلس الأمن الدولي ولاسيما القرارين رقم 2414 و 2440 وكذلك التوصيات الأخيرة التي وجهتها الأممالمتحدة"، مشيرا إلى أن "البوليساريو باتوا يتحرشون ببعثة المينورسو من خلال محاصرة سياراتهم ورمي طائراتهم المخصصة للمراقبة بالحجارة". وواصل بالقول: "التدخل العسكري هو رد فعل لعدم التفرج على ما تقوم به الجبهة الانفصالية من تغيير للوضع القائم هناك"، مشددا على أنه " بعدما أخذ المغرب تأييدا دوليا، اليوم تأكد وتبين للمجتمع الدولي أن جبهة البوليساريو في وضعية انتهاك حقيقي ومتواصل ومتكرر للمنطقة العازلة ولمعبر الكركرات". وتابع المتحدث ذاته، أن "التدخل العسكري المغربي اليوم جاء من أجل الحسم نهائيا مع كل ما يمس بالوحدة الترابية"، معتبرا أن البوليساريو " لم تعد طرفا يمتلك مواصفات الطرف الموثوق فيه الذي يمكن أن توثق عليه تعهدات في المستقبل في أفق إيجاد حل سياسي". وفي ختام تصريحه، أكد قائلا: "إذا ما كان تصور في المستقبل لحل ملف النزاع في الصحراء سيكون ما بين الأطراف الثلاثة في المنطقة وهي المغرب والجزائر وموريتانيا". يشار إلى أن الخارجية المغربية قد أعلنت أن هذا التحرك المغربي "تم في احترام للسلطات المخولة له، وذلك بمقتضى واجباته وفي انسجام تام مع الشرعية الدولية". وأوضحت الخارجية المغربية، في بلاغ لها، أن هذا التدخل يأتي "بعد أن التزمت المملكة المغربية بأكبر قدر من ضبط النفس أمام استفزازات ميليشيات "البوليساريو"، لم يكن أمام المملكة من خيار آخر سوى تحمل مسؤولياتها من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري". وأضافت، أن "هذه التحركات الموثقة تشكل بحق أعمالا متعمدة لزعزعة الاستقرار وتغيير الوضع بالمنطقة، وتمثل انتهاكا للاتفاقات العسكرية، وتهديدا حقيقيا لاستدامة وقف إطلاق النار". * الكركرات: المغرب قرر التحرك في احترام تام للسلطات المخولة له
* الكركرات.. القوات المسلحة الملكية تقيم حزاما أمنيا لتأمين تدفق السلع والأفراد