على غرار باقي الفاعلين في قطاع السياحة، تسببت جائحة كورونا في خسائر كبيرة لوكالات الأسفار، حيث ألغيت العديد من الحجوزات إلى جانب طلبات استرجاع المستحقات بعد تعليق العمرة، وتوقف الأنشطة طوال الأشهر الماضية بسبب إجراءات الحجر الصحي. اليوم تحاول هذه الوكالات استعادة عافيتها بعد إعلان السلطات المغربية عن تخفيف إجراءات الحجر الصحي، فما هي أبرز التحديات التي تواجه القطاع خلال هذه المرحلة؟ وهل يمكن أن تراهن وكالات الأسفار على السياحة الداخلية من أجل إعادة إنعاش القطاع؟ الجواب في الحوار التالي ضمن فقرة 3 أسئلة مع خالد بنعزوز، رئيس الفيدرالية الوطنية لوكالات الأسفار :
ما هي أبرز التحديات التي تواجه وكالات الأسفار خلال المرحلة الراهنة بعد إعلان السلطات المغربية عن تخفيف الحجر الصحي؟ الجميع يعلم أن جائحة كورونا أثرت سلبا على أنشطة جميع القطاعات، ووكالات الأسفار كانت من بين أكثر المتضررين حيث توقفت أنشطتنا وألغيت مجموعة من الحجوزات، وهو الأمر الذي جعل العديد من الوكالات على حافة الإفلاس. اليوم التحدي الأكبر هو أن نحافظ على استمرارية القطاع وعلى مناصب الشغل، فهذه السنة هي استثنائية بكل المقاييس ولا مجال فيها للبحث عن الربح المادي، لكن على الأقل نحاول العثور على طريقة لتعويض خسائر الأشهر الماضية وضمان الاستقرار الاجتماعي للعاملين في القطاع.
هل يمكن أن تكون السياحة الداخلية بديلا للسياحة الأجنبية من أجل إعادة إنعاش القطاع؟ السياحة الداخلية في الوقت الراهن هي الحل الذي يراهن عليه المغرب من أجل إعادة إنعاش القطاع السياحي أمام غياب السياح الأجانب، وتمثل حوالي 30 في المائة من ليالي المبيت، كما أننا نعمل جاهدا من أجل تجاوز نسبة 40 في المائة خلال السنة الجارية. من جهة أخرى، أجرينا جلسات حوار مع الخطوط الملكية المغربية من أجل المساهمة في تأمين رحلات العملية الاستثنائية لعودة المغاربة والأجانب المقيمين بالمغرب كحل مؤقت لإعادة انعاش النشاط الاقتصادي لوكالات الأسفار، لكن رفض طلبنا باعتبار أن هذه الرحلات هي استثنائية.
هل كان هناك تواصل مع الوزارة الوصية والمجالس السياحية الجهوية، لتقديم عروض تناسب الإمكانيات المادية لأسر المغربية؟ منذ بداية جائحة كورونا شهر مارس الماضي ونحن في تواصل دائم مع وزارة الصحة من أجل تقديم مقترحاتنا وتصوراتنا لإعادة انعاش قطاع السياحة. نحن نعلم أن العديد من الأسر المغربية قد تأثرت ماديا خلال الفترة الحالية، بالتالي نعمل على توفير عروض سياحية بأثمنة مناسبة وفي احترام تام لإجراءات السلامة الصحية التي فرضتها السلطات المغربية من أجل أعادة استئناف أنشطتنا الاقتصادية.