يستعد 441 ألف و238 تلميذا وتلميذة لاجتياز اختبارات الدورة العادية للامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا برسم دورة 2020، ما بين 3 و9 يوليوز المقبل، ومع اقتراب موعد الامتحانات تزداد حدة التوتر والخوف لدى التلاميذ وهو ما قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي وقدرتهم على الاستعداد الجيد لهذا الاستحقاق التربوي. فما هو سبب الضغط النفسي الذي يعاني منه التلاميذ المقبلين على امتحانات الباكلوريا، وما هي النصائح التي يجب الالتزام بها من أجل التحضير الجيد لهذه الامتحانات؟ الجواب ضمن فقرة "3 أسئلة" مع الأخصائية النفسية حنان الشاوي: مع اقتراب موعد امتحانات الباكالوريا تزداد حدة التوتر والخوف لدى التلاميذ، ما سبب ذلك؟ أغلبية التلاميذ خلال هذه الفترة يشعرون بنوع من التوتر والخوف خاصة خلال الأيام التي تسبق الامتحانات الإشهادية، وهذا التوتر يكون في أغلب الأحيان لا إراديا، إذ أنه نتيجة حتمية للضغوط النفسية التي يخضع لها التلميذ، كالخوف من ردة فعل الأهل في حالة الفشل، عدم الثقة في النفس، الطموح المبالغ فيه لدى بعض الآباء وحرصهم على مقارنة أولادهم بباقي أبناء العائلة أو الجيران. إلى جانب ذلك، نجد أن بعض الآباء يخلقون قناعة لدى أبنائهم منذ الصغر بأن امتحانات البكالوريا هي امتحانات مصيرية وأن الفشل في الحصول على الشهادة هو أمر لا يغتفر، وأحيانا يرون في أولادهم فرصة لتحقيق أحلامهم الضائعة، ويطلبون منهم الحصول على معدلات تتجاوز قدراتهم من أجل ولوج بعض المعاهد والمدارس العليا. هذه الضغوط تكون نتائجها سلبية رغم قيام التلميذ بمجهودات كبيرة من أجل النجاح، حيث تخلق لديه شعورا بعدم الارتياح، قلة التركيز، اكتئاب، حركية وقلق مفرطين، وبالتالي الفشل في هذا الاستحقاق التربوي. ما هي الإرشادات التي يمكن أن تقدموها للتلاميذ المقبلين على الباكالوريا من أجل تحضير جيد لهذا الاستحقاق؟ أول الأمور التي يجب أن يقوم بها التلاميذ المقبلون على امتحانات الباكالوريا هي وضع استراتيجية عمل والالتزام بها طوال فترة الاستعداد للامتحان، استراتيجية تتضمن الأهداف التي يرغب التلميذ في تحقيقها، تحديد الاختيارات ومقارنتها مع قدراته وطموحاتهم، ثم تقسيم وتنظيم وقت المراجعة، لأن العشوائية تضعف قدرات التلميذ على التركيز. خلال فترة الاستعداد للامتحان يفضل أن يبدء التلميذ بالمواد التي يتقنها لأنها ستعزز ثقته بنفسه وستشعره بالارتياح، إلى جانب الإيمان بأن الفشل هو جزء من مجريات الحياة لأن ذلك يجعل أثر صدمة عدم الحصول على الشهادة خفيفا على نفسية التلميذ، لكن هذا لا يعني أن يتهاون وأن لايقوم بمجهود من أجل النجاح. تجنب السهر الزائد وأخد القسط الكافي من النوم والراحة، إلى جانب تجنب الإكثار من شرب القهوة والشاي خاصة الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم، مقابل تناول أغذية صحية وتوزيعها طوال النهار مع تجنب الإفراط في الأكل، الإكثار من شرب الماء، ممارسة الرياضة، والابتعاد عن الاستعمال المفرط للهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي. كيف يمكن أن يساعد الأباء أبناءهم على أن يتجاوزا هذه المرحلة بنجاح ودون أضرار نفسية؟ يجب على أولياء التلاميذ أن يتجنبوا تحقيق أحلامهم في أبنائهم وأن يأمنوا باختلاف القدرات، ويتركوا لهم حرية اختيار مسارهم الدراسي بشكل يتناسب مع طموحاتهم وقدراتهم الفكرية. أن يجعلوا أبناءهم يقتنعوا بأن النجاح في الدراسة والحصول على شهادة الباكالوريا هو من أجل مصلحتهم وليست مكافأة للأهل على كل ما قدموه لهم، مع ضرورة تجنب المقارنة بين الأبناء لأن الهدف يصبح هو الحصول على معدل جيد وليس مستوى معرفي جيد. وفي نفس السياق، يجب على الأباء أن يتقبلوا أبنائهم بنجاحاتهم وإخفاقاتهم، وأن يقفوا إلى جانبهم في حال عدم النجاح في الحصول على شهادة الباكالوريا حتى لا يفقدوا الثقة في النفس والرغبة في إكمال الدراسة.