عرف كل واحد منا اليوم خلال الحجر الصحي تغييرات في العديد من سلوكياته اليومية، والتي يقضي جلها في مساحة ضيقة وفي احتكاك مع أسرته الصغيرة، بين تزجية الوقت او في تدبير التزاماته المهنية عن بعد . موقع القناة الثانية قام بطرح سؤال تدابير الروتين اليومي، على ثلة من الشخصيات العمومية المعروفة بين المغاربة ، في مختلف المجالات ،نستضيف اليوم رضا بوكمازي البرلماني بمجلس النواب عن حزب العدالة والتنمية. اول سؤال كيف قمت بملائمة انشغالاتك اليومية مع تدابير الحجر الصحي؟ في البداية أود أن أشكركم على هذه النافذة التي من شأنها أن تسهم في تعزيز التواصل وتبادل تجارب المغاربة حول التعامل مع مرحلة الطوارئ الصحية، والتي نتمنى من الله أن يرفع عنا هذا البلاء في أقرب الأوقات حتى تعود الحياة إلى حالتها الطبيعية. بكل تأكيد تدابير الحجر الصحي فرضت على الإنسان أن يغير نمط إشتغاله ويتأقلم مع مقتضياتها وعلى رأسها الحد من التنقل خاصة بين المدن، فكثير هي الأعمال التي كانت تفترض تنقل وحضورا جسديا تم الانتقال إلى مزاولتها عبر اعتماد تقنيات الإجتماع عن بعد، أو القيام بها عبر الهاتف، سواء كانت في الإطار ممارسة المهام النيابية أو الحزبية التنظيمية. كما شكلت هذه المرحلة فرصة للقيام بالإعداد الجيد للمهام التشريعية والرقابية للبرلمان من خلال الاستعداد لمدارسة مشاريع ومقترحات القوانين المعروضة على البرلمان أو إعداد القضايا والمواضيع التي لها أن تكون مجال مساءلة أو رقابة البرلمان إتجاه الحكومة. على مستوى المنزل هل يقرأ رضا أو يمارس الرياضة وبطبيعة الحال السؤال المحوري هل يساعد رضا بوكمازي في مهام المنزل؟ بكل تأكيد فرصة الحجر الصحي مناسبة مهمة يعيد فيها الإنسان ترتيب الكثير من الأولويات اليومية، وعلى رأسها حصة ونصيب القراءة والمطالعة في البرنامج اليومي العادي، لدى أخصص حيزا زمنيا مهما يوميا في مطالعة الكتب خاصة في مجالات اهتمامي الدستورية والقانونية، مع بعض الروايات. أما عن أعمال المنزل فبالإضافة إلى القيام بوظيفة التبضع أو اقتناء الحاجيات المنزلية، فأنا حريص على إعداد وجبة الفطور بشكل يومي مع القيام بمساعدة زوجتي في تقديم احتياجات ابني براء الذي يبلغ من العمر سبعة أشهر. أما عن الرياضة فأنا من المقصرين في شأنها، وذلك راجع لظرف صحي، حيث اقتصر على حصة مشي يومي في سطح المنزل قد لا تتجاوز النصف ساعة. ما هي الأشياء التي اكتشافها بعد المكوث كل هذا المدة في المنزل؟ قد لا يكون الإنسان صريحا مع نفسه ومع الآخرين إذا أدعى أن وضعية الحجر الصحي وضعية عادية ومساعدة على القيام بالكثير من الأشغال خاصة بالنسبة لمن هو مسهم في تدبير الشأن العام، إلا أن هذا لا يمنع من القول أن مرحلة الحجر الصحي تجعل الإنسان يكتشف أنه في حاجة إلى مراجعة الكثير من الأمور وعلى رأسها الإحساس الدائم بنعم الله علينا في وطننا من أمن وأمان وحرية قد لا يقدر قدرها إلا من حرم منها، لدا وجب على الجميع العمل على استدامة هذه النعم. وهذه المرحلة جعلتنا أكتشف أنه الكثير من العادات الاستهلاكية التي نعتادها في حياتنا اليومية يجب مراجعتها أو على الأقل ضبطها، بما يسهم في تغير وتقويم سلوك الإنسان ويعزز الحس التضامني لديه، ويدفع كل مسلكيات الجشع أو الفردانية التي تطغى أحيانا على حياتنا اليومية. و يمكن إعتبار المكوث في المنزل -خاصة حينما لا يكون بمقتضى قانوني- من بين المداخل الأساسية للمساهمة في تربية الأبناء والقيام بأدوار الأسرة بكل مكونتها في متابعتهم. كما شكل هذا المكوت إحساس كبير بأهمية صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية بين الأقارب والأصدقاء والتي يجب على الإنسان أن يحرص عليها ويقويها، لأن التواصل الافتراضي على أية حال ليس له أن يكون بديلا عنها.