يبدو أن بعض الآباء يخلطون بين التربية بالخوف التي يعتقدون أنها تغرس الاحترام في الأطفال، وبين التربية على الاحترام التي ينشأ عليها الطفل ويتشبع بها اقتداء بمحيطه. في الحالة الأولى، يكون خوف الطفل من العقاب دافعا لإبداء الطاعة والاحترام ويظن الآباء أنهم نجحوا في جعل ابنهم يحترمهم، وأنهم يتحكمون في زمام الأمور، لكن الطفل الذي يتربى بالخوف يتحين أول فرصة تغيب فيه السلطة والعقاب للقيام بكل ما يريده حتى وإن تعارض مع التربية التي تلقاها في وسطه الأسري. أما في الحالة الثانية، عندما يتربى الطفل على الاحترام والاحترام المتبادل، فإنه ينأى عن القيام بمجموعة من الأمور احتراما لوالديه حتى وإن لم يكونوا معه، لأنه يحترمهم في حضورهم كما في غيابهم. من السهل اللجوء إلى العنف وإرغام الطفل على تنفيذ الأوامر دون نقاش ودون فهم للأسباب، لكن الأصعب هو تربيته على الاحترام وتعليمه مبادئ الحوار والتواصل لأن ذلك يحتاج النفس الطويل ويتطلب أن يكون المربي قدوة للطفل قبل كل شيء. الدكتور مهدي الطاهري، اختصاصي في الأمراض النفسية والعقلية، يقدم مزيدا من التوضيحات حول هذا الموضوع ويؤكد على أهمية تربية الأبناء على الاحترام، ويحذر من عواقب التربية على الخوف في هذا العدد من "نفهمو ولادنا".