بلادنا تواجه تحديات كثيرة داخلية وخارجية، وتحتاج إلى العاملين المخلصين الصادقين لمواجهتها. ومن أهم التحديات نذرة الماء. فالمغرب يواجه خطر الإجهاد المائي stress hydrique. فبالإضافة إلى برامج ترشيد الاستهلاك ومحاربة التبذير في المنازل والمرافق الرياضية والاجتماعية والمؤسسات السياحية والصناعية وغيرها وبالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة التي أقرتها الحكومة سنة 2020 في برنامج استعجالي 2020 – 2027 بكلفة تتجاوز 115 مليار درهم وأيضا مخطط 2050 من اجل مواجهة الخصاص والاستجابة للطلب المتزايد. ويتعلق الأمر ب: – بناء السدود الكبرى والمتوسطة والتلية – إنشاء محطات تحلية المياه – تعميم وتطوير شبكة السقي الفلاحي – تطوير محطات استعمال المياه العادمة ومياه الأمطار. وقد ترأس جلالة الملك حفظه الله مراسيم التوقيع على الإتفاقية التي تجمع القطاعات الحكومية المعنية بالبرنامج. فبالإضافة إلى هذه الجهود الكبيرة والمكلفة، وجب مراجعة السياسة الفلاحية للحد من الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية بتقنينها مثل: الافوكا البطيخ الحوامض الفواكه الحمراء الموز الطماطم التمر المجهول وغيرها ويتطلب الأمر حوارا مستعجلا وجماعيا وموضوعيا وأيضا عملا مدنيا واعيا ومسؤولا بعيدا عن أي تقاطب أو صراع حزبي او مصلحي. فالأمر يتعلق بأمن الوطن الاجتماعي والمائي والغدائي وحقوق الأجيال المقبلة وهو مرتبط بالنمودج التنموي الجديد واستراتيجية التنمية المستدامة التي أقرتها بلادنا منذ 2017. ولا بد أن نحذر من الآثار المدمرة لنذرة المياه فلا يمكن لبضع شراكات دولية او استثمارات ربحية أو شركات مصدرة أن تخاطر بالحاضر والمستقبل. ولا سيما أن هناك بدائل فلاحية واقتصادية وتجارية كثيرة تؤكد التجارب والدراسات بأنها أكثر نفعا ومردودية ماليا واقتصاديا واجتماعيا وبيئيا.