يتطلّع برشلونة إلى التعويض عن موسمه المتعثّر في جميع الجبهات محلياً وأوروبياً عندما يواجه غريمه التاريخي ريال مدريد في نصف نهائي الكأس السوبر الإسباني في كرة القدم، على استاد الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية الرياض اليوم (الأربعاء). ويدخل الفريق الكاتالوني إلى المواجهة مدركاً تفوّق ريال مدريد الواضح عليه هذا الموسم، حيث يحتل المركز السادس في ترتيب «لا ليغا» بفارق 17 نقطة عن ريال المتصدر، مع مباراة أقل ل«بلوغرانا». كما أن فريق المدرب تشافي هيرنانديز، ودّع مسابقة دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات للمرّة الأولى منذ نحو عشرين عاماً، وبالتالي سيصبّ تركيزه على تفادي الخروج خالي الوفاض من مسابقة جديدة. وكانت المواجهة الأخيرة بين الجانبين والأولى منذ رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، قد انتهت بفوز ريال 2 – 1 على ملعب كامب نو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومنذ عام 2010 تواجه الفريقان 40 مرة، ففاز برشلونة 16 مرة مقابل 14 لريال، إضافة إلى عشرة تعادلات. وتُوج برشلونة بلقب الكأس السوبر 13 مرة (رقم قياسي) آخرها عام 2018، مقابل 11 للفريق الملكي. يُعد ريال مدريد الأوفر حظاً في الفوز بمنازلة اليوم، في المسابقة التي تقام للمرة الثانية في السعودية بعد نسخة عام 2019 التي فاز بها الريال على حساب جاره أتلتيكو بركلات الترجيح 4 – 1 على أن تستمر السعودية في استضافة المسابقة حتى عام 2029. ويتجه ريال بخطى ثابتة نحو إحراز لقب الدوري المحلي بقيادة الثنائي الهجومي «المتوهج» الفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور، اللذين سجّلا بمفردهما هدفين أقل من تشكيلة برشلونة بأكملها. ورغم أن ريال يتقدم بفارق كبير عن غريمه التقليدي، فإن الفجوة لا تعني بالضرورة أن الميرينغي قد تحسّن عن السابق، إنما تعكس تراجع برشلونة في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، إذ يعاني العملاق الكاتالوني من ديون بلغت نحو المليار يورو وهي التي أدت في نتيجتها إلى هبوط حاد في مستوى الفريق بعد رحيل بعض النجوم في العامين الأخيرين، وفي مقدمتهم ميسي والأوروغوياني لويس سواريس. ويمنّي مدرب برشلونة الجديد تشافي هيرنانديز نفسه بأن يستغل فريقه بعض التحسّن الذي طرأ على أدائه في الفترة الأخيرة، بهدف إيقاف سلسلة انتصارات ريال في مواجهات الكلاسيكو التي بلغت 4 على التوالي، إذ لم يخسر الفريق الكاتالوني في آخر ست مباريات، وتقدم إلى المركز السادس، وكان بمقدوره التقدم أكثر إلى المركز الرابع في المرحلة الأخيرة لولا تعادله بطريقة دراماتيكية في اللحظات الأخيرة أمام مضيفه غرناطة 1 – 1. ويتسلّح برشلونة بمشاركة أولى مرتقبة للمهاجم فيران توريس المنتقل من مانشستر سيتي الإنجليزي خلال فترة الانتقالات الشتوية والذي بات بمقدوره المشاركة بعد تجديد عقد الفرنسي صامويل أومتيتي، في خطوة منحته مساحة مالية لتسجيل الأول. وقد تعافى توريس أيضاً من إصابته بفيروس «كورونا»، بالإضافة إلى عودة بيدري وانسو فاتي الغائب منذ نوفمبر . وسيشكّل فوز برشلونة باللقاء مفاجأة كبيرة إلى حدٍّ ما، حيث لم يُخفِ مدرب ريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي أفضلية فريقه في المواجهة عندما قال: «نظرياً، نحن الأوفر حظاً. لكنّ هناك ما هو نظري وما قد يحصل على أرض الواقع». ويفتقر برشلونة إلى خدمات لاعبه إيريك غارسيا عن الملاعب لمدة 5 أسابيع، عقب تعرضه لإصابة في أوتار الركبة خلال تعادل الفريق الكاتالوني 1 – 1 مع غرناطة (السبت) بالدوري الإسباني لكرة القدم. واضطر غارسيا (21 عاماً) للخروج من ملعب المباراة بعد 54 دقيقة من عمر اللقاء، وأثبتت الفحوصات التي أجراها برشلونة مدى خطورة إصابة لاعبه. وانتقل غارسيا لبرشلونة في صفقة انتقال حر مطلع الموسم الحالي، بعد انتهاء عقده مع فريقه السابق مانشستر سيتي الإنجليزي، حيث خاض 20 مباراة مع الفريق بمختلف المسابقات. وتعززت صفوف فريق المدرب الإسباني الشاب تشافي هيرنانديز بعودة مجموعة من اللاعبين بعد تعافيهم من الإصابة وكذلك عدوى فيروس «كورونا»، من بينهم المهاجم الهولندي ممفيس ديباي والأميركي سيرجينو ديست، لكنه سيفتقر إلى خدمات غارسيا من الآن حتى منتصف فبراير القادم تقريباً. وسيغيب جافي عن المباريات لبعض الوقت، عقب طرده من مواجهة غرناطة. وأكد تشافي أن الجناح الشاب أنسو فاتي سيعود للفريق بعد شفائه من الإصابة في أوتار الركبة، التي تعرض لها في نوفمبر الماضي. في المقابل، يرى قلب دفاع برشلونة المخضرم جيرار بيكيه أن فريقه «متحفز كثيراً لرفع اللقب. هذا نصف النهائي، الكلاسيكو، وسيكون صعباً. لكن نحن نتحسّن وأنا متفائل من قدرتنا على التنافس وبلوغ النهائي». ويدخل ريال إلى المواجهة عقب عرضه القوي في نهاية الأسبوع الماضي بفوزه الكبير على فالنسيا 4 – 1 بفضل هدفين لكلٍّ من بنزيمة وفينيسيوس. تجدر الإشارة إلى أن الفائز من هذه المباراة سيواجه في النهائي الفائز بين أتلتيك بلباو حامل اللقب، وأتلتيكو مدريد، اللذين يتواجهان غداً (الخميس).