عندما صنع السلامي الريمونتادا التاريخية في مباراة الديربي لحساب منافسات كأس محمد السادس، حملوه على الاكتاف. وعندما رصع السلامي تاريخ الرجاء بلقب جديد للبطولة، انهالوا عليه بالتهاني، وأسمعوه كل عبارات التمجيد. لكن انتظروا كبوة الإقصاء في نصف نهائي عصبة الأبطال، فأمطروه بوابل الانتقادات، وطالبوا بإقالته وإبعاده عن القلعة الخضراء. هكذا هم بعض محبي الرجاء الذين لايؤمنون باستقراء الانجازات، ولايقبلون بغير الانتصارات، ولايرضون بالتعثرات، وهذا نابع من عشقهم الكبير لفريقهم، ورغبتهم في التفرج على النسر الرجاوي يحلق عاليا في فضاءات كل الاستحقاقات. لكن على جماهير الرجاء أن تضع في الحسبان كل الإكراهات، وتستحضر بعض المؤامرات، وألاّ تستبعد ما اعترض الفريق من مطبات.. بعد الإقصاء أمام الزمالك، أينع رأس السلامي، وحان وقت قطفه بالنسبة لعدد من الجمهور، حيث أضحت المطالبة باستبدال المدرب كحل للتكفير عن الخروج من مسابقات عصبة الأبطال، ما يعني بأنه المشجب الوحيد الذي تعلق عليه الإخفاقات. صحيح أن السلامي أخطأ القراءة على مستوى الكوتشينغ خلال بعض المباريات، كأي مدرب يجتهد في الاختيارات البشرية والتكتيكية، لكنه أحسن القراءات التقنية في العديد من المناسبات، وهو الآن يستخلص الدروس والعبر، ليجعل منها أرضية يتأسس عليها تدبيره للاستحقاقات القادمة محليا وعربيا وقاريا.. ورحيله عن الرجاء في الوقت الراهن، يعتبر خسارة كبيرة للقلعة الخضراء، التي تبدو مطوقة بمجموعة من التساؤلات، في ظل المطالبة بإقالة المدرب. هل كان السلامي مسؤولا عن الانتدابات، باستثناء التعاقد مع اللاعب الشاب المكعازي؟ هل كان الرجاء في وضع مريح لما تعاقد مع السلامي؟ كم عدد لاعبي مدرسة الرجاء الذين منحهم السلامي الفرصة، وأضحى لهم حضور واسم فوق خريطة الدوري المغربي؟ هل لعب التحكيم المحلي والقاري دوره في خلط الأوراق التكتيكية للمدرب، وفي قلب موازين بعض المباريات؟ ماذا لو استعد لاعبو الرجاء في ظروف عادية لمواجهة الزمالك بالقاهرة؟ هي أسئلة مطروحة على الراغبين في رحيل المدرب، والإجابة عنها بصدق، تقييم موضوعي لعمل الإطار التقني السلامي.